No Script

ما في خاطري

لا يساويها أحد !

تصغير
تكبير

«أتمنّى أن ترجع وأراها ولو لدقائق معدودة»، عبارة نسمعها من كل شخص فقد والدته، التي رحلت إلى البارئ عز وجل، وترى البعض منهم قد يتساءل هل أعطينا والدتنا حقها من الوقت والجهد؟ أم أضعنا أوقاتنا مع أشخاص أقل أهمية منها؟ فالحياة فيها الأمور الطارئة والمهمة، وفيها الأهم والبعض منا يقضي حياته في الأمور المهمة والطارئة وينسى الأهم.

قبل أسابيع احتفل العالم بيوم الأم، فجلست أتفكّر في هذا الاحتفال وأرى البعض يفرغ يوماً كاملاً ليقدم البر لوالدته، ويعطيها من وقته وجهده طلباً لرضاها، وهذا الأمر محمود،ففي الحقيقة عندما نستشعر أهمية هذه (العظيمة)، سنعلم أنها تستحق أن تكون في مقدمة قائمة أولوياتنا، والمحزن عندما نرى البعض في مجتمعاتنا يضع والدته في أسفل القائمة، ويفضّل الآخرين عليها، وهذا أعتبره اختلالاً في قائمة الأوليات، فالحياة سنعيشها مرة، وإذا لم نرتّب أولياتنا فيها فسنضيع، ويكون مصيرنا التحسّر والندم في النهاية، ولذلك يؤلمني جداً عندما أرى البعض يعادي والدته في سبيل إرضاء الآخرين، والذين يندرجون تحت مكانة الأم في سلّم أولويات الحياة، فالحياة أحياناً تخدعك وتُنسيك الحقيقة، التي تقول إن هذه (العظيمة) لن ولم يساويها أحد، فلن تجد مثل عطائها ولن تشعر بالاهتمام والعطف المستمر إلا معها، وإذا رحلت فلن تجد من يسدّ فراغها، فعلاقة الوالدين بالأبناء مختلفة عن أي علاقة أخرى، فهي علاقة رأسية مبنية على العطاء من طرف واحد، فالأم والأب لديهما رغبة دائمة في العطاء أكبر من الأخذ ولذلك هما يستمتعان بإمداد أبنائهما بالعطف والحنان، ولا يطلبان الرد فهما سعيدان بهذه العلاقة، أمّا بقيّة علاقاتنا فهي أفقية، ومبنية على الأخذ والعطاء، وإذا اختل هذا الميزان فستجد أحد الطرفين يغضب ويتذمر، أما الأم فلن تجد معها ذلك.

هي رسالة أوجّهها إلى نفسي المقصرة تجاه والدتي الغالية، وإلى الآخرين بأن نتفكّر في هذه العلاقة، ونراجع أنفسنا وأولوياتنا، لكي نقضي أوقاتنا وجهدنا مع من نحب، كي لا نتحسّر لاحقاً على هذه الأوقات التي قضيناها مع الأشخاص الأقل أهمية، وأن نوازن حياتنا فنعطي كل ذي حقٍ حقه، فلا ننقص ولا نزيد عن ذلك، ولا نظلم لنحقّق التوازن الصحيح في قائمة اولوياتنا.

Twitter: @Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي