No Script

دراسة رصدت قدرته على تحفيز مناعة غريزية ضد «كوفيد- 19»

فيروس الزُّكام... هل يُسدّد الضربة القاضية إلى «كورونا»؟

تصغير
تكبير
توقعات بأن يؤدي مزيد من البحث إلى تطوير علاجات تعتمد على استخدام الفيروسات كأسلحة ضد بعضها البعض

صحيح أن العلماء يواصلون البحث منذ عشرات السنوات عن علاج ناجع للقضاء على الفيروسات الأنفية التي تسبّب الزكام ونزلات البرد الشائعة ولم تتكلل جهودهم بالنجاح حتى الآن، لكن نتائج دراسة بحثية مختبرية حديثة أثبتت صحة المثل القائل «لا يَفُل الحديد إلا الحديد» بعد أن أظهرت أنه من الممكن تجنيد تلك الفيروسات في الحرب الراهنة ضد فيروس كورونا المُستجَد المسبب لمرض كوفيد- 19!

الدراسة أجراها علماء وباحثون في مركز MRC لأبحاث الفيروسات التابع لجامعة غلاسكو البريطانية بهدف استكشاف ما إذا كانت الفيروسات الأنفية البشرية المسببة للزكام ونزلات البرد قادرة على أن تساعد فعلياً في مكافحة تكاثر فيروس كورونا المُستجَد والحد من شدة عدواه، أو ربما توجيه «الضربة القاضية» إليه في نهاية المطاف.

في إطار مساعيهم الاستكشافية البحثية، قام العلماء بإصابة مَزارع مختبرية متعددة من خلايا الجهاز التنفسي البشرية إما بفيروس كورونا المُستجَد وحده، أو بفيروس زكام وحده، أو بكلا الفيروسين معاً في الوقت ذاته، أو بأحدهما قبل الآخر.

وأوضح الباحثون أن خلايا المزارع المختبرية قامت في سياق تلك التجارب بمحاكاة دور الطبقة الخارجية من خلايا الجهاز التنفسي التي تبطن المسالك والشعب الهوائية في الرئتين.

ولوحظ أن فيروس كورونا المُستجَد قد تكاثر وتزايدت أعداده بثبات في الخلايا التي أصابها الباحثون به وحده. لكن في الخلايا التي أصيبت بفيروس الزكام بالتزامن مع فيروس كورونا المُستجَد، لوحظ حدوث انخفاض سريع في تعداد جزيئات فيروس كورونا المُستجَد إلى أن أصبح من غير الممكن رصد وجوده في المزرعة المختبرية بعد مرور 48 ساعة فقط من الإصابة الأولية.

ومن خلال مزيد من التجارب، اكتشف الباحثون أن فيروس الزكام قادر أيضاً على كبح تكاثر فيروس كورونا المُستجَد بغض النظر عن أيهما كان قد أصاب الخلايا التنفسية البشرية أولاً. وفي المقابل، لوحظ أنه ليس لفيروس كورونا المُستجَد أي تأثير على تكاثر فيروس الزكام.

وبهدف إثبات أو نفي صحة فرضية أن فيروس الزكام هو الذي قام بكبح فيروس كورونا المُستجَد من خلال تحفيز الاستجابة المناعية الغريزية لدى الخلايا التنفسية البشرية، كرّر الباحثون تجاربهم في وجود جزيء معين يُبطل تأثيرات الإنترفيرون. وجاءت النتيجة لتثبت صحة الفرضية، حيث أدى إبطال مفعول الإنترفيرون إلى استعادة فيروس كورونا المُستجَد لنشاطه وقدرته على التكاثر في الخلايا المصابة بفيروس الزكام.وهذا يعني أن هذا الأخير يحفز الاستجابة المناعية المضادة لفيروس كورونا المستجد.

وتعليقاً على ذلك، قال البروفيسور بابلو مورسيا الذي تولى الإشراف على الدراسة: «أثبتت أبحاثنا وتجاربنا أن فيروسات الزكام الأنفية تؤدي إلى تحفيز وتفعيل استجابة مناعية غريزية في الخلايا التنفسية البشرية. وهذا يعني أن الاستجابة المناعية الناتجة عن عدوى الفيروسات المسببة للزكام ونزلات البرد الشائعة يمكن أن توفر مستوى معيناً من الحماية ضد فيروس كورونا المُستجَد.

واختتم البروفيسور مورسيا بالقول إنه وزملاءه الباحثين يتوقعون لهذا الاكتشاف المهم أن يفتح الطريق نحو آفاق ثورية في مجال مكافحة جائحة كوفيد -19، بما في ذلك إمكانية تطوير علاجات فعّالة وحاسمة قادرة على إلجام تلك الجائحة أو حتى توجيه «ضربة قاضية» إليها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي