No Script

وجع الحروف

الصفحة الجديدة... كيف ومتى؟

تصغير
تكبير

تحدّثنا في المقال السابق عن العلاقات الأسرية، وكيف أنها مهمّة في صلة الرحم وتعزيز الوحدة الوطنية، وأن الأخطاء التي يقع فيها الأفراد يجب ألّا تسقط على أسرة المخطئ، خصوصاً إن كان النائب - بصفته - شخصية عامة، يجب عليه أن يتقبّل النقد ويدافع عن نفسه.

نقد نائب أو كتلة نيابية إنما هو نابع من قناعات محددة، يجب أن يكون التقييم والقياس عبرها ثابتين ومعلومين، وأن يكونا معلّلين بما نصّت عليه المواد الدستورية والقانونية.

ماذا تريد الأغلبية الساحقة من عموم المجتمع الكويتي؟

الجميع يطالب بمكافحة الفساد، واسترداد المبالغ المنهوبة، كي يتم تعزيز ميزانية الدولة وينتهي ما يطلق عليه «عجز مالي»، وهنا تكون مسطرة رجال السياسة «النواب» والمراقبين مختلفة، وكل يراها «فن الممكن»، وما يراه البعض ممكناً قد يراه آخرون غير ممكن... والمتابع للأحداث والمواقف يحتاج لمن يبرّر له موقفه، ومن ثم يبقى لكل فرد قناعته.

سمعنا عن الحاجة لطي صفحة الماضي والبدء في «صفحة جديدة»، ولا بأس في هذا لكن يبقى السؤال: الصفحة الجديدة: متى وكيف؟

الدستور الكويتي مواده معروفة، وكثير من القوانين والمواد الدستورية وقانون الانتخاب يحتاج إلى تعديلات فورية عاجلة، والأهم قبل هذا وذاك: هل الأنفس جاهزة لتحقيق الإصلاح المبتغى؟ وهل نؤمن بتطبيق الدستور ومواده؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فالمطلوب أولاً أن نفهم أن الإصلاح الاقتصادي يبدأ من محاسبة سرّاق المال العام ورموز الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، ومن ثم علينا وضع برنامج توعوي يخفّف من شدة التجاذب والتراشق في وسائل التواصل الاجتماعي، كمدخل للتثقيف المجتمعي، لخلق جيل واعٍ مدرك لما يدور من حوله، ومن ثم يستطيع وضع معادلة تقييم صالحة للوطن وفئاته ومكوناته وممثليه.

لدينا مليارات مختطفة حان وقت إرجاعها إلى موازنة الدولة العامة، لدينا قيادات باراشوتية غير قادرة على مواكبة التغيرات ولا يمكنها تحقيق رؤية الإصلاح المراد بلوغه، وبات لزاماً علينا تغييرها.

لدينا صراعات قائمة ومجاميع تتطاحن في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يستدعي دراسة حالة، حيث إن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي قوي، خصوصاً بعد ظهور غرف النقاش «كلوب هاوس».

الزبدة:

ما نشاهده ينمّ عن صحوة اجتماعية وتغيير في ثقافة فئات المجتمع، لا سيما عند فئة الشباب، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إحداث تغيير إيجابي ما لم نفهم ما يدور، وما يتم مناقشته وعرضه في وسائل التواصل الاجتماعي.

أظن المسألة واضحة... فهم وإصلاح فوري يبدأ بمحاسبة سراق المال العام واستعادة الأموال المنهوبة، وزجّ كل من سوّلت له نفسه بالتجاوز على المال العام في السجن، ليكون عبرة للبقية مع الإتيان برجال دولة لقيادة مؤسساتنا... ويبقى السؤال عن كيف ومتى نبدأ الصفحة الجديدة مرتبط بالأنفس وشوائبها العالقة... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي