أكد أنها لا تعاني نقصاً في الطموح ولا الموارد
«أويل آند غاز»: الكويت تحتاج نهجاً إبداعياً لتطوير قطاعها النفطي
- انخفاض الأسعار والمعارضة السياسية والقيود الفنية تعيق تعزيز الطاقة الإنتاجية
- البلاد تملك 6 في المئة من الاحتياطات المؤكدة عالمياً بـ 101.5 مليار برميل
أفاد موقع «أويل آند غاز» بأن لدى الكويت خططاً طموحة في ما يتعلق بقطاع النفط والغاز، وأنها تتخذ خطوات للاستفادة من 101.5 مليار برميل من احتياطاتها المؤكدة من النفط وفقاً لتقديرات نهاية عام 2019 في المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية لعام 2020 لشركة بريتيش بتروليوم.
ويرى «أويل آند غاز» أن الكويت، على ما يبدو، لا تعاني نقصاً في الطموح، فضلاً عن أنها تتمتع بكمية كبيرة من موارد النفط والغاز لاستغلالها، إلا أنها يجب أن تكون أكثر إبداعاً في نهجها لتنمية وإعادة تطوير قطاع التنقيب والإنتاج للوصول إلى أهدافها بعد اضطرابات جائحة كورونا.
وأضاف الموقع في تقرير له أن الكويت خططت لاستثمار 100 مليار دولار بين عامي 2018 و2023 لتعزيز إنتاجها، وتم إلى حد كبير تنفيذ هذه الاستثمارات، وفقاً لتقرير صادر عن «موردور إنتليجنس»، مشيراً إلى أن البلاد تملك ما يقارب 6 في المئة من إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، ما يجعلها السابعة عالمياً بعد فنزويلا والسعودية وكندا وإيران والعراق وروسيا، عدا عن أنها رابع أكبر منتج في «أوبك».
وأوضح التقرير أنه في حين كان معظم إنتاج الكويت من النفط في 2019 من الحقول البرية، تخطط البلاد لتعزيز طاقتها الإنتاجية البحرية، مشيراً إلى أنه ومع ذلك، فإن هدف البلاد للوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ 4 ملايين برميل يومياً بحلول 2020 قد تأجل بشكل متكرر.
تقدم محدود
ويرجح المدير الاستشاري في إدارة تحول الطاقة والتكنولوجيا النظيفة في شركة «IHSMarkit»، فينود راغوثاماراو، أن يظل تقدم الكويت في تعزيز الطاقة الإنتاجية للنفط محدوداً، يعيقه انخفاض أسعار النفط، والمعارضة السياسية، والقيود الفنية، لأنه قد يتطلب تطوير احتياطيات النفط والبحرية العميقة والمعقدة، ومع تباطؤ نمو قطاع النفط، سيتم الاعتماد بشكل متزايد على القطاع غير النفطي لتحقيق النمو الاقتصادي.
مع ذلك، يرى الموقع أن هذا لا يعني أن قطاع التنقيب والإنتاج في الكويت راكد، فرغم أن حقل برقان الكبير يمثل ما يقرب من نصف إنتاج البلاد، قامت شركة نفط الكويت في يناير 2021 بـ3 اكتشافات للنفط والغاز، أحدها بجوار برقان.
واكتشفت «نفط الكويت» حقل نفط حومة في المنطقة الشمالية الغربية من الكويت، وهي منطقة لم يتم استكشافها بشكل كبير، في حين تم الاكتشاف الثاني في شمال الكويت في حقل قشعانية، حيث ينتج 1819 برميلاً يومياً من النفط الخفيف و2.78 مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب يومياً، كما تم اكتشاف نفط تقليدي في شمال حقل برقان الكبير من آبار عدة معدل إنتاجها 2000 برميل في اليوم.
الأصول الناضجة
ويقول راغوثاماراو «في الكويت، تهيمن الأصول الناضجة، وإن كانت كبيرة، على الإنتاج بينما يعتمد نمو حجم الموارد الجديدة على استئناف الإنتاج في المنطقة المحايدة المقسومة.
وستدعم إعادة تشغيل حقول نفط المنطقة المحايدة أهداف الكويت على المدى القريب المتمثلة في زيادة الإنتاج، لا سيما مع استمرار التأخير محلياً في تطوير احتياطيات جديدة في مرافق إنتاج الغاز الجوراسي غير المصاحب ومشاريع الاستخراج المحسن للنفط (EOR) في حقل فارس السفلي».
وفي فبراير 2020، وصلت الدفعة الأولى من النفط من حقل الخفجي البحري بالمنطقة المحايدة إلى مرافق المعالجة البرية، بعد إغلاق دام 5 سنوات، وذلك في أعقاب اتفاق رسمي تم توقيعه بين الحكومتين السعودية والكويتية في ديسمبر 2019، لدفع خطط استئناف الإنتاج من الأصول المتنازع عليها.
ويرى «أويل آند غاز» أن استئناف التشغيل الجزئي للعمليات من المنطقة المحايدة قد يبشر بخطوة إيجابية كبيرة لكلا البلدين، بطاقة إنتاجية محتملة طويلة الأجل تصل إلى 500000 برميل يومياً مجتمعة.
وتركز الكويت أيضاً على حقول الغاز الجوراسي والنفط الثقيل في الحقول الشمالية، إذ مدّدت أخيراً العطاءات الخاصة بمشروعين رئيسيين للغاز الجوراسي (مرافق الإنتاج الجوراسي 4 و 5) حتى 4 أبريل، في حين تم طرح العطاءات قبل عامين، وسبق أن حُدّد الموعد النهائي لتقديم العطاءات في ديسمبر 2020، لكن تم تأجيله بسبب تعديلات على التكلفة.
ويؤكد راغوثامارو تركيز «نفط الكويت» بشكل كبير على تطوير الغاز غير المصاحب (الغاز الطبيعي الجوراسي، الذي يحتوي على نسبة عالية من السوائل)، ما ينعكس في العديد من المشاريع الجارية.
وأوضح التقرير أنه على غرار الكثير من نظرائها المعتمدين على النفط، تأثرت الكويت بشدة من جائحة كوفيد-19، حيث انخفض الطلب على النفط نظراً إلى الإغلاق وقيود السفر المعمول بها، فيما قدّرت «جلوبال مونيتور» تراجع الطلب على النفط الكويتي بأكثر من 20 في المئة في أبريل 2020، وأدى نقص الطلب على النفط الخام إلى انهيار سريع للأسعار عالمياً.
صدمة مزدوجة
بين راغوثامارو أن «انهيار أسعار النفط وكوفيد-19 شكلا صدمة مزدوجة على الكويت، إذ أدى اعتماد الكويت الهائل على النفط والقطاع العام إلى تفاقم قابلية التأثر بتقلبات أسعار النفط وإعاقة النمو الاقتصادي على نطاق واسع، لافتاً إلى أن الطاقة الإنتاجية للكويت تبلغ نحو 3 ملايين برميل يومياً، لكن الإنتاج أقل من هذه الطاقة حيث تلتزم البلاد ببنود اتفاقية تحالف فيينا.
ومع ذلك، شهد الاجتماع الوزاري لـ«أوبك+» في يناير 2021 قيام المجموعة بتخفيف سقف إنتاج النفط، مع استمرار التطعيمات وإمكانية النمو في النصف الثاني من العام، ما يعطي الأمل في نمو الطلب على النفط، ويبلغ مستوى الإنتاج المستهدف في الكويت 2.329 مليون برميل يومياً، بزيادة 32 ألفاً يومياً.