في الصميم

وزير الصحة... تكريم في الخارج واستجواب في الداخل!

تصغير
تكبير

رغم تأييدنا لحق النائب الدستوري في الاستجواب الذي كفله الدستور، إلّا أن أي حديث يتم تداوله اليوم في الشأن المحلي يجب ألّا يتضمن طرحاً غير منطقي، في إشارة منّا إلى استجواب النائبين الفاضلين أحمد مطيع وسعود بوصليب، لوزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، والذي يتألف من ثلاثة محاور.

ففي المحور الأول، الذي يتضمن عجز وزارة الصحة خلال مواجهة جائحة كورونا، نقول إنه لا يختلف اثنان في العالم بأكمله - وليس في مجتمعنا داخل الكويت - على أن هذا كورونا هو وباء العصر في ظل الألفية الجديدة أو القرن الجديد، ويخبرنا التاريخ أنه كل مئة عام يأتي على البشرية وباء ينتشر فيه ويكتسحه من شرقه إلى غربه، فالظروف الحالية واقعة على جميع الدول في العالم ولم تستثنِ أحداً، وهي غير مسبوقة وغير اعتيادية، ومن ثم لم ولن يتوفّر لدى وزير الصحة حل سحري للتخلص من هذا الوباء العالمي، هو أو غيره.

ولسنا هنا في معرض الدفاع عن وزير الصحة!، ولكننا نوّد أن نضع الأمور في أماكنها الطبيعية، فأداء وزير الصحة في نطاق المعقول والمنطقي في كل الإجراءات المتخذة والتوصيات التي يقدمها للحكومة، والدليل على ذلك إشادة منظمة الصحة العالمية بأدئه، وهو أمر له أهميته الكبرى، فالموضوع أيها السادة ليس في الوضع الطبيعي إنه الوباء بعينه، وفي المقابل نجد أن تعامل وزارة الصحة الكويتية، أفضل من تعامل الكثير من وزارات الصحة في العالم، فأعداد الإصابات في أسوأ حالاتها لم تتجاوز النسب العالية مقارنة بأرقى الدول المتقدمة في العالم على الصعيد الطبي.

ولابدّ لنا هنا من الإشارة إلى اليوم الأول من الوباء في بلدنا الحبيب، حيث استحلف الوزير المواطنين والمقيمين بالله من أجل البقاء في بيوتهم، وبناء على كل ما سبق فأين مكمن العجز هنا؟

أما فيما يخص المحور الثاني، والمتضمّن الفساد الإداري والمالي في الوزارة، فمنذ أن وعينا على هذه الدنيا ونحن نسمع عن وجود فساد إداري ومالي في كل الوزارات وليس الأمر مقتصراً على وزارة الصحة! وليس هذا دفاعاً عن الفساد أبداً، ولكننا نريد أن تؤخذ الأمور بالعقلانية، في حال طرح أي ملاحظة داخل أي وزارة.

وفي ما يخص المحور الثالث، والمتضمن غياب الجدية في التعاون مع السلطة التشريعية، فإن هذا المحور تشوبه الكثير من المغالطات غير واضحة المعالم، فوزارة الصحة مستمرة ولن تتوقف في التعاون المثمر والبناء مع السلطة التشريعية، والأخذ بكل ملاحظاتها وتوصياتها، فالمصدر أو الحافز الأساسي لعمل أي وزارة في الدولة - ومن ضمنها وزارة الصحة - هو ما تنفذه السلطة التشريعية وتوصي بها لتلك الوزارات، وتقويم أدائها كلما تطلّب الأمر.

والخلاصة أن الاستجواب في شكله العام يبدو غير منطقي، في ظل الأوضاع الحالية في البلاد والعالم.. ويتعيّن أن تتكاتف الجهود بين جميع الأطراف للخروج من هذه الأوضاع بإذن الله، حتى لا يكون الأمر أشبه باستجواب الوقت الضائع، فوزير الصحة الكويتي مكرّم في الخارج، ومستجوب في الداخل! والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي