No Script

مشاهدات

الفزعة السلبية !

تصغير
تكبير

أنعم الله علينا بنعم كثيرة، ومنها نعمتا العقل والحكمة، فبفضلهما نتمكّن من التفكير السليم، وتمييز الحسن من القبيح، والحق من الباطل، وطبيعة البشر أنهم مختلفون، لحكمة من المولى عز وجل جعلها فيهم: (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة)، ولذلك فالاختلاف بيننا في الأفكار والقناعات أمر طبيعي، ولكن هناك من يحوّلها إلى جدال عقيم ويقوم بكيل الاتهامات للآخرين، لأهداف خبيثة أو لمصلحة شخصية، فالنجاح يتحقّق عندما نستعمل العقل والحكمة، في التوفيق بين هذه الاختلافات الحادثة بيننا، لتحويلها إلى مشاريع وقوانين تفيد المجتمع.

والقاعدة الأساسية في المناقشات هي أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فالمناقشة الموضوعية هي طريق لإثراء العقول وتنويرها، وإثراء الموضوع المطروح للنقاش، أليس النقاش الموضوعي الهادف هو حوار للعقول، فلماذا يحاول البعض فرض آرائه على الآخرين، وانتهاج الفجور في الخصومة وتبنّي العداء لكل من يختلف معه في الرأي ؟!

فقد أصدرت المحكمة الدستورية حكماً بإبطال عضوية نائب في البرلمان، معتبرة أن عضويته لا تتطابق مع شروط التمثيل النيابي.

أليس الأجدر ممن صدر عليه الحكم خصوصاً انه أقسم على احترام قوانين الدولة، ان يحترم أحكام القضاء ويطبّقها، أليس احترام القانون وتطبيقه ملزماً للجميع ؟

إن الفزعة الايجابية محمودة،إنما السلبية، فهي التي تتجاوز حدود القانون وتكون فرصة لنشر الإشاعات والفوضى، خصوصاً عندما تكون هذه الفزعة ضد أحكام قضائية، فعدم تطبيق القانون والاحكام القضائية الصادرة من المحاكم والتعنّت في عدم تطبيقها ودعوة الشباب للتجمع والتظاهر، يعدّ منهجاً غير مقبول بتاتاً.

وللأسف كان ذلك جرى في مجلس الأمة من قِبل نواب مثقفين وعلى قدر كبير من المعرفة، ومنهم أساتذة يدرّسون أبناءنا القيم والأخلاق، وذلك عندما قاموا باتباع هذا النهج الإقصائي المقيت، ضد كل من يختلف معهم في الرأي، ورميهم بشتى الاتهامات والتشكيك في مصداقيتهم في التشكيل الحكومي، وتعطيل منح الثقة للحكومة من خلال تبنّي نهج نشر الإشاعات وتغيير الحقائق وتأجيج الشارع، ومن أسوأ المشاهدات التي رآها البعض، هو تجمّع بعض أعضاء البرلمان خارج مبنى مجلس الأمة، وجلوسهم على الكراسي.

كل التحية للنواب الذين كانوا داخل قبّة عبدالله السالم، ومارسوا دورهم التشريعي بكل حرفية، ولم يتأثّروا بالحملة المركزة على الطعن والسباب والاتهامات الباطلة التي لا تقوم على اي دليل.

فالعمل البرلماني أخلاق وقيم ودروس للأجيال تعلّمهم الاحترام والنقاش المثمر، لما فيه المصلحة العامة.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

الطيبون ﻻ تتغير صفاتهم

حتى لو تغيّرت أحوالهم

فالكريم يظلّ كريماً حتى لو افتقر

والمتسامح يظل متسامحاً حتى لو ظُلِم

بعض الوجوه جميلة حتى في عتابها

وبعض الوجوه مريبة حتى في تبسمها

فالجمال ينبع من أعماق النفوس.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي