No Script

سافر إلى ذاتك

اتق شرّ من فضفضّت إليه!

تصغير
تكبير

في لحظة الارتياح والشعور بالتوافق والألفة، تقرّر أن تفتح قلبك لأحدهم (قد يكون شريكاً أو صديقاً أو أحد أقاربك أو زميلاً).

فتقول شيئاً يخصّك لوحدك ويوجعك أنت، بالكويتي (تفتح له قلبك)، فتخبره ما يسعدك وما يحزنك وما يؤلمك وما يوجعك وما يجعلك تبكي قهراً وما يقهرك، تخبره بكل الأشياء عنك، المقربين منك، أعدائك، الخلافات العائلية، أو مشاكلك المادية، أو تلك التي لا يعرف عنها أحد سواك، في لحظة كتلك تخرجها من سرّيتها بقلبك إلى قلبه.

في تلك اللحظة أنت لا تعي، ولا تتصوّر أنك أهديته مفتاح فضيحتك! فتلك اللحظة كنت في درجة من الارتياح، لن تتصوّر فيها أي تغيّر سيأتي بعد، وهذا الأمر يتنافى مع قوانين الحياة المتغيرة والمتنوعة، فحبيب الأمس قد يصبح عدو اليوم، وعدو الأمس قد يتحوّل إلى حبيب اليوم، والقريب منك قد يصبح غريباً، والغريب قد يكون أقرب قريب. وقد يستمرّ معك صديق واحد، ويسقط بقية الأصدقاء منك، لا تعلم أنت من سيستمرّ.

لذلك احذر اللحظة التي تمرّ بها الأيام، وتكون كل الأمور على ما يرام، حتى يأتي يوم لم تحسب له جيداً كل الحسابات، أو لحظة يحدث فيها خلاف مفاجئ بينكما، أو موقف كانت المشادات فيه عالية، فتجد قصتك تتداول بين الجميع، وأسرارك حديث المجالس، ونقاط ضعفك قد تم نشرها بالكامل.

في تلك اللحظة ستجلس، تندب جهلك آلاف المرات، وتكره نفسك آلاف أخرى، ويُكسر قلبك الكثير من اللحظات، كل ذلك لأنك لم تنتق الشخص المناسب في الفضفضة.

عزيزي القارئ لا تفتح قلبك لأحد، افتح قلبك لله، أو مسشارك القانوني إن كان قانونياً، أو النفسي إن كان نفسياً، أو الاجتماعي إن كان اجتماعياً، استشر أصحاب العلم والمعرفة الذين مهما فتحت قلبك لهم، لن يتكلّموا عنك، وإن لم تستطع ابك على سجادتك ارجع لربك واشك له حكاياتك المؤلمة.

أما من حولك اتق فتح قلبك لهم، فأنت لا تأمن شرّ من فضفضّت إليه!

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي