No Script

ربيع الكلمات

الجوهرة... حسن جوهر

تصغير
تكبير

من الصعوبة أن تتّفق قلوب الناس في قلب رجل واحد، أو حتى تتّفق عقولهم على قضية واحدة، وبعد ذلك الاجتماع بين القلوب والعقول يتم التخلّص من كل المصالح الآنية الضيّقة في سبيل الوطن، في لوحة جميلة رائعة رسمتها ريشة فنان محترف لا يريد لنفسه أيّ شيء، وإنما ليمتّع الناظرين بجمال لوحته وهذا ما حصل مع الجوهرة... حسن جوهر.

الكويت أكبر من أي عنصري فئوي، لأنها وإن كانت صغيرة في مساحتها، تسع الجميع بمختلف فئاته وطوائفه، وأهلها جبلوا على وحدة الصفّ ولا يقبل أي كويتي شريف أن يتم تشريح جسد المجتمع، وإن صفّق الشواذ للأصوات النشاز، فلا يعني هذا كل الشعب الكويتي، ولكم في تاريخ الكويت وتضحيات شعبها العبرة والعظة.

حب الناس للدكتور حسن جوهر كسر قواعد التاريخ البرلماني، والعزف على وتر الطائفية ما هي إلا حيلة العاجز، والحروب الطائفية عبر التاريخ لا يوجد فيها منتصر، والأحقاد هي التي تشكّل مستقبل الأطفال، وتزيد المشكلة أكثر إذا كان الكبار هم من يلقّنون هؤلاء الصغار كره الآخر بهذه الطريقة الفجّة من أجل القفز إلى الأمام والبحث عن المبررات.

ومهاجمة الدكتور جوهر بهذه الطريقة البشعة، ما هي إلا محاولة لاستدراج الحالة الطائفية بعد الفشل في الإقناع، وهي وسيلة العاجز. ‬⁩

فلن نستطيع أن نتقدّم خطوة إلى الأمام من دون تشخيص الواقع بشكل سليم، والتشخيص السليم يمثّل نصف الحل، والأمر الثاني لا بد من نشر ثقافة التسامح، ومن ليس لديه القدرة على ذلك فليستعد للمتاعب والآلام، فيجب أن نقبّل الآخر وإن كان يخالفنا في بعض الآراء، فهذا من جمال الطبيعة الإنسانية، حتى وإن اختلفنا يجب أن نحافظ على خطوط من قنوات التواصل.

إن أجمل معارك الحياة هي أن ندخل للعالم وننافسه في التقدم والعلم والتكنولوجيا والتنمية وبناء المدارس والجامعات، ونزيل عن عقولنا بعض الأوهام التي كانت موجودة من سنين وأهمها الطائفية والفئوية، لأن التاريخ لا يرحم.

أعتقد أن مرض الطائفية يجب التصدي له بكل حزم عن طريق نشر ثقافة التسامح، بداية من البيت، فالأبوان عليهما المسؤولية الكبيرة في ذلك، والمدرسة والكُتّاب وقادة الرأي وأعضاء مجلس الأمة وخطباء المساجد كل هؤلاء عليهم مسؤولية كبيرة، ما أجمل أن نعيش بتسامح في ما بيننا وأن نصنعه ونعلمه أبناءنا ومن حولنا بدلاً من أن نشحنهم صباح مساء بما لا يعود عليهم وعلى أوطانهم بالخير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي