No Script

كلمات

شمّاعة تجمّعات الكويتيّين

تصغير
تكبير

أصبح تعليق أي فشل في كبح زيادة إصابات كورونا وانتشار العدوى، لا يخرج عن سبب واحد في نظر اللجنة الاستشارية العليا لمكافحة جائحة كورونا، وهو تجمّعات الكويتيين ودواوينهم وأعراسهم ومناسباتهم، بل أصبح التنمّر على الكويتيين في وسائل الإعلام الرسمية والقنوات الخاصة مادة يومية، مع كل ضيف تستضيفه القنوات للحديث عن تطوّرات هذه الجائحة.

بل حتى لا يشير أي من هؤلاء الضيوف والمتخصصين، إلى تجمعات وتكدسات يومية على مدار الساعة في مناطق سكن العزاب الشهيرة، كالجليب وخيطان والمهبولة والأسواق العشوائية اليومية، وعلى مدار الساعة فيها، في ظل صمت وفشل ذريع لفرق البلدية أو الداخلية أو الشؤون.

هل يتعمد هؤلاء المسؤولون - أعضاء فريق جائحة كورونا - تجاهل اتهام هذه التجمعات الموبوءة الأخطر في تفشّي الوباء أو حتى المرور عليها مرور الكرام، في لقاءاتهم أو مراقبة هذه المناطق وبائياً، والتي تتجاوز أعداد سكانها أعداد الكويتيين في كل المناطق؟ من الطبيعي أن تكون نسبة الإصابات في المسحات اليومية كبيرة بين الكويتيين، إذا كانت هذه المسحات نسبة الكويتيين فيها تفوق الـ80 في المئة، فهم الأكثر شريحة حريصة على عملها طواعية بلا إلزام، والنسبة الأقل منها للوافدين الذين هم غير مطالبين بعملها أساساً.

ثم لو فرضنا جدلاً أن العنصر الرئيسي لزيادة الإصابات هو تجمعات الكويتيين ودواوينهم ومناسباتهم، فهل تعتقد اللجنة الموقّرة أن الحل الوحيد لتخفيض الإصابات ومحاصرة العدوى، هو شطب هذه الثقافة الاجتماعية من قاموس الكويتيين، لإعلان نجاح فريق الأزمة، فهل هذا هو الحل المنطقي المعقول لهذا الفريق الذي لا يعرف سبباً غير هذه التهمة اليومية؟ أصبحنا نتشاءم من خروج أي عنصر من عناصر فريق أزمة كورونا الصحي في أي وسيلة إعلامية، فهو لا يملك أي سبب يقنع الشعب به حول ارتفاع الإصابات وسرعة انتشار العدوى سوى الكويتيين وتجمعاتهم ودواوينهم ومناسباتهم، وكأن العدوى لن تنتهي طالما أن المواطن الكويتي موجود، فهو مصدر بؤر الوباء ولا قيمة عندهم للسواد الأعظم من المواطنين الملتزمين بكل الاحترازات المطلوبة.

المواطنون وتجمّعاتهم شمّاعة لمن لا حجة علمية أو طبية لديه، لإقناع الشعب حول ارتفاع الأرقام اليومية، فهو يعلّق عليها كل زيادة وكل إرهاق للمنظومة الصحية، وللتغطية على بؤر الوباء في المناطق الأكثر كثافة بشرية سائبة ومخالفة ومُتكدّسة، بالتأكيد خطورتها تتجاوز تجمعات دواوين أو شاي ضحى نسائي هنا وهناك.

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي