No Script

بالقلم والمسطرة

مطار جديد... إدارة جديدة!

تصغير
تكبير

قرأنا في إحدى الصحف أخيراً ونقلاً عن «الشال»، أن الوضع المالي في البلد بلغ مستوى مزرياً، إلى الدرجة التي بات يردّد فيها الإعلام تقريراً لـ «بنك أوف أميركا» الأسبوع الفائت، يطمئننا إلى أن الكويت لن تشكو شحّ السيولة حتى الربع الثالث من العام الجاري، وحتى ذلك، ليس بسبب جهد ولو كان متواضعاً قامت به الإدارة العامة، بل بسبب ارتفاع موقت لأسعار النفط.

وذكر تقرير الشال الاقتصادي الأسبوعي أن وزير المالية ذكر في رده على سؤال نيابي، أن 21 في المئة من مرافق شركة «المشروعات السياحية» غير مستغلّة أو حولها نزاعات قضائية، وأضاف أن معظم مرافق الشركة تعاني القِدم والتهالك بما يتطلّب إعادة النظر في النموذج التجاري والتشغيلي لها.

ومنذ نوفمبر 2012، تناوب على إدارة شركة «الخطوط الجوية الكويتية» 5 مجالس إدارات خلال 8 سنوات ونيف، أي بمعدل أقل من سنتين لكل مجلس إدارة، وخلال تلك الفترة هدّدت مطارات أوروبية بوقف هبوط طائرات الشركة فيها، وهدّدت شركات تأمين بوقف بوليصات تأمينها، واشترطت الولايات المتحدة الأميركية هبوط طائراتها في أيرلندا لإعادة تفتيشها قبل مواصلة رحلتها إلى أميركا، ويمكن الرجوع للتقرير لتفاصيل أكثر.

فمن وجهة نظري أن الإصلاح المالي والإداري مرتبط ببعضه البعض، والأهم هو الإرادة الحقيقية في الإصلاح، من دون مجاملات سياسية في اختيار القيادات وللأسف نحن مستمرون في نهج إداري أكل عليه الزمن وشرب، وفي ما يتعلّق بالمطار فإنه يجب أن يكون مشروع دولة، وعمل الإصلاحات في ما يتعلّق بالخطوط الجوية الكويتية أو الإدارة العامة للطيران المدني، والأخيرة من المهم تغير الوضع الإداري فيها، فيجب ألّا يكون كما هو الحال إدارة تقليدية مثل الوزارات، التي تزخر بالبيروقراطية والزحف نحو تطبيق الحكومة الإلكترونية، أو الصراعات الإدارية ما لا يتناسب والتركيز المطلوب لإدارة المطار أو مرفق حكومي آخر!

لذلك يجب أن يكون نموذجاً مربحاً مثل الشركات أو المؤسسات الحكومية الناجحة وليس المتعثرة، أو تفعيل الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، بحيث تُستثمر الفرص التجارية للمساعدة في ميزانية الدولة، فلا يساعد فقط أخذ 60 ديناراً لمسحة فحص كورونا من الطلاب المبتعثين قبل وصولهم المطار!

لذا فالمطلوب مواكبة المواصفات العالمية ومستجدّات المنظّمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، والنظر إلى المطار من فوق مثل الطائرة، بحيث ندرك جميع الزوايا، فالخطّة ليست مباني للمسافرين ذات أرقام أو زيادة طاقة استيعابية فقط، بل تشمل نواحي كثيرة منها فنادق ومحاجر ومراكز طبية أكثر في المطار ودراسة توجهات الدولة.

وانظروا الى ما حصل لترانزيت غير المواطنين وبقائهم في دبي، وغيرها من العوامل المطلوبة لنمو وربح المطارات، والخطوة الأولى الموقتة - يا حكومة - تجديد الدماء في المجلس الأعلى للطيران المدني، وأيضاً مطار جديد يعني إدارة جديدة ومدير عام جديداً للطيران المدني، حتى يتمّ التغيير بإذن الله كما ذكرت. والله عزّ وجلّ المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي