No Script

ألوان

مباراة الكويت

تصغير
تكبير

من يعرفني يعلم أنني لا أتابع كرة القدم ولا علاقة لي بها، إلا أنني اضطررت هذه المرة لاستخدامها في المشهد السياسي لبلدنا الحبيب الكويت، رغم أن الجماهير تتابع تلك المباراة، التي تقام في قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة، بين الحكومة وأعضاء المجلس المنتخبين.

لست خبيراً دستورياً بيد أنني بصفتي مواطن كويتي أحب أن أشير إلى نقطة مهمة قد تخفى عن البعض، وهم ينتمون إلى تيارات فكرية وأيديولوجيات عدة، ولست ضد القناعات الفكرية لأي مواطن كويتي، بما في ذلك أعضاء البرلمان الكويتي، إلا أنني أحب أن أشدد على أن المواطن الكويتي يتابع مباراة قوية، تحدث بين أعضاء الحكومة وأعضاء مجلس الأمة، وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل من رئيس الحكومة الشيخ صباح الخالد الصباح ورئيس مجلس الأمة السيد مرزوق علي الغانم، فهما قائدا الفريقين وبالتالي عليهما أن ينسّقا معاً بما يتوافق وطبيعة المرحلة خصوصاً أن القضايا الداخلية باتت أكثر إلحاحاً لضرورة العمل معاً، للتركيز على الإصلاح الذي هو عملية مستمرة.

إن المواطن الكويتي لا يهمه من الذي قام بإحراز الهدف، سواء من الحكومة أو من أعضاء مجلس الأمة، وليس مهمّاً من صاحب الاقتراحات التي تقدم الحلول المناسبة للمشاكل التي نعانيها في الكويت، وليس مهماً التيار الذي ينتمي إليه صاحب الاقتراح، وتلك نقطة مهمة لأن الأولوية لدى رجل الشارع الكويتي أن يجد كافة الحلول لسلسلة من القضايا المهمة، بدءاً من الخدمات الصحية مروراً بالخدمات التعليمية، وانتهاء ببقية القضايا المعلقة، مثل المتقاعدين والإسكان، وكذلك القروض التي باتت تثقل كاهل المواطن الكويتي، إضافة إلى البنية التحتية والشوارع والسيارات التي تقف في الساحات، التي تقع بين المباني في بعض المناطق التجارية مثل حولي وغيرها من المناطق، وكذلك القضايا المزمنة مثل ضرورة وضع حلول عادلة لقضية البدون، شرط أن تكون سريعة ومدروسة قانونياً وإنسانياً واجتماعياً، إذ انها باتت تشكّل مشكلة مستمرة مع تاريخ حكومات الكويت.

إن الإنسان الكويتي بات يشعر بالقلق، لكنه في الوقت نفسه، فانه يشعر بالرضا لأي قانون من شأنه أن يعمل على حل كافة المشاكل، التي تعاني منها الكويت ولا يهمه من قام بإحراز الهدف سواء فريق الحكومة أو مجلس الأمة، لأن الكويت هي التي ستكون الفائزة، وهو أمر يسعد الجميع، وليس التركيز على من هو صاحب مشروع القانون، ومن قام بالتصويت بالموافقة أو بالرفض، أو بالامتناع عن التصويت، لأن هذا ليس مهماً، بل المهم أنه عندما ينتهي المجلس، وبينما يستعد المواطن الكويتي للانتخابات المقبلة، سيتساءل كيف كان أداء أعضاء مجلس الأمة؟ وهل الاقتراحات بمشروع قانون كانت ناجعة لتعيد الراحة والاطمئنان إلى الناس؟

عندها سيكون التقييم باسم الكويت، التي لا تعيش وحدها بل هي ضمن إقليم لدول عربية وغير عربية، وعلينا أن نحفظ جيداً التوازنات التي يجب ألا تغيب عنا من أجل الحفاظ على أمن الكويت من الكوارث الخارجية، أما المشاكل الداخلية فإن الوحدة الوطنية وحدها كفيلة بالتكاتف، من أجل دفع عجلة التشييد والارتقاء، رغم التحديات الكبرى التي أهمها هبوط أسعار النفط، الذي وهو المصدر الرئيس للاقتصاد الكويتي، وما زلنا نحلم بتنويع مصادر الاقتصاد ليكون الاعتماد على النفط بنسبة أقل من 90 في المئة على الأقل، والاستماع إلى بعض المتخصصين من الكويتيين، الذين لهم باع كبير في هذا المجال، وليس عيبا أن نستورد الأفكار من الدول المتقدمة، لطالما كنا وما زلنا نستورد الكثير من عناصر الحياة المعاصرة، شرط أن ندرس ماذا نستورد، وكيف تتم إدارة تلك الأفكار بعد تنفيذها لاجترار الجناحين الإداري والفني بشكل مستدام، بما يخدم المواطن الكويتي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي