No Script

أضواء

هولوكوست يطارد الأقلّيات المسلمة

تصغير
تكبير

شهدت العقود الماضية مآسي مرّت على المسلمين في جميع أنحاء العالم. نتذكّر منها حروب البلقان بعد انهيار الاتحاد اليوغسلافي، والاعتداء على دولة البوسنة ذات الغالبية المسلمة، وتعرّض المسلمين من قبل الصرب إلى حرب إبادة وتهجير، وقتل آلاف المسلمين الفارّين من بطش الصرب في سربرنيتشا، شاهد على ذلك.

ناهيك عن جرائم الاغتصاب التي تعرّضت لها نساء البوسنة من قبل الميليشيات الصربية، وكل ذلك حدث في قلب أوروبا - الحضارة وحقوق الإنسان والطفل والمرأة - كما تعرّض مسلمو الروهينغا في ميانمار (بورما) إلى حرب إبادة وتطهير عرقي منذ سنوات، واكتفى المجتمع الدولي بالتنديد والاستنكار ضد حكومة أون سان سوتشي، لكنه يطالب حالياً بإطلاق سراحها بعد اعتقالها من قبل الجيش البورمي، الذي أسقط حكومتها بعد انقلابه عليها.

ثم نفاجأ بإلغاء الحكومة الهندية الحكم الذاتي لمسلمي جامو وكشمير، وإعلان حالة الطوارئ في الإقليم، بينما يتعرّض المسلمون فيه إلى سياسة قمع ممنهج وترهيب من قبل السلطات الهندية، تقوم به وحدات الجيش الهندي من دون أيّ اعتبار لحقوق المسلمين القانونية أو المدنية أوالسياسية، رغم كونهم مواطنين هنوداً يتمتعون بكافة حقوق المواطنة.

وفي الصين يتبّع الشيوعيون فيها طرقاً وحشية، تضاهي فنون إرهاب محاكم التفتيش الإسبانية، وزادوا عليها أنهم لم يسمحوا للإيغور المسلمين بالمغادرة وأجبروهم على البقاء كالمساجين في بلادهم، تحت رقابة مشدّدة وأقاموا معتقلات عقابية عديدة، منعوا المسلمين فيها من الصلاة وأجبروهم على الفطر في نهار رمضان، وتناول لحم الخنزير وشرب الكحول، وفرضوا عليهم تعلّم اللغة الصينية والثقافة الشيوعية، من أجل مسح هويتهم الإسلامية ودمجهم قسراً في المجتمع الصيني، كما تتعرّض نساء الإيغور إلى الاغتصاب في تلك المراكز مع اتباع سياسة تعقيم النساء في الإقليم التركستاني المسلم، للحد من الزيادة السكانية فيه. وما خفي من انتهاكات لحقوق الإنسان أعظم في تلك المراكز، حيث الحكم الشيوعي الذي يعادي الأديان ولا يعترف بحقوق الإنسان ولا حقوق الأقليات، وهو ما دفع كندا وهولندا والولايات المتحدة إلى تصعيد تنديداتها إلى مستوى اتهام الصين بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد أقلية الإيغور المسلمة.

وتعدّ الصين من بقايا الدول الشيوعية، التي يصعب أن تتأقلم مع المجتمعات الإنسانية، بسبب وحشية نظامها الشيوعي، وقد سبقها في ذلك الاتحاد السوفياتي، لكنه لم يصمد طويلاً.

ربما يتساءل المرء عمّا إذا كان ما تتعرّض له الأقليات المسلمة في العالم من قمع متوحش، أهو من قبيل الصدفة أم سياسة ممنهجة؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي