No Script

سافر إلى ذاتك

وهل يخفى القمر!

تصغير
تكبير

ليس مهماً كم عدواً تملك، ولا كم مزعجاً يؤذيك في حياتك، ولا كم شخصاً يتمنّى تهميشك، ولا كم وكم مَنْ يريد إيقافك ويتمنى سقوطك؟!

جميعهم غير مهمّين، فهذه مشاعرهم التي تخصّهم وتؤذيهم وتوجعهم وتوتّرهم وتضيّق عليهم يومهم، وتفسد وتشوّه مشاعرهم، المهم لماذا شعر كل منهم بهذا الشعور؟

هل لأنك إنسان عادي أم عابر أم غير مهم ولا تؤثّر، أم لأنك أثّرت وعبّرت وأصبحت مهماً وغير عادي؟

إن فكرة حب الناس لك لأنك جيد، فكرة تكاد أن تكون وهميّة، فالناس يحبون بطبيعتهم المحتاج، الذي يشبههم والذي يساويهم ويوازيهم،

أمّا الذي يتعدّاهم ويتجاوز حدود راحتهم ويتحدى فكرهم ووعيهم،

لا يحبونه في الغالب، والسيناريو الأسوأ والمضحك أنهم إن دعموك لنجاح ونجحت، هم أنفسهم مَنْ يسحبونك إلى الفشل لأنك تفوّقت عليهم، وهذه الحادثة نراها مع المشاهير، أياً كانت صفتهم ووجهات شهرتهم، يرفع من قيمتهم الناس، وعندما يرتقون هم أنفسهم ينتقدونهم ويتذمرون منهم.

مَنْ صنعهم؟ أنتم، مَنْ شجعهم؟ أنتم، مَنْ قوّاهم؟ أنتم، لماذا تنسلخون منكم يا أنتم؟!

الإجابة: الناس تحبّ المتشابهات، البعيدة عنهم، كلما اقتربت بتشابهك كلما هددت أكثر، فلا أحد سيهتم بعالِم اخترع شيئاً لا ينتمي لمجتمعه، بل قد يمجدّ ما عمله ويذكره في كل مجلس، ولكن إن كان هذا العالم أخاه أو ابن عمه أو قريباً منه، لن يتقلل هذا الآن أبداً وسيزعجه في الغالب، لماذا؟ لقرب ذلك منه، لماذا يحدث هذا الشعور؟ لأنه يخبره في العمق بأنه تفوّق عليه وأنه أفضل منه.

ولأن أسلوب التربية مبني على (شوف أخوك وصير مثل ولد عمك، فالمقارنة موجودة منذ الصغر، لذلك لا نتعجب إذا ظهرت على السطح في الكبر).

عزيزي القارئ... لا تُقارن نفسك إلّا مع نفسك، لا مع أحد

ولا تظنّ أن نجاح أحد سيسحب من طريق نجاحك شيئاً، ولن يأخذ أي أحد نصيبك من الحياة، مهما اجتهد وخطّط ودبّر في ذلك، ولا تحاول أن تُخفي نجاح أحد أو تنكر سطوع نجمه، حتى لا تظهر غيرتك منه على الملا، فتكون من مستورة مجمدة في داخلك، إلى ظاهرة وواضحة للجميع.

وأخيراً... النجاح لا يمكن تجاهله، فهو كالقمر واضح وساطع يراه الجميع ويتغزل فيه، لذلك إن كنت تحاول تجاهل أحدهم (اعلم أنه تجاوزك وتجاوز قدرتك على تجاهله).

فالنجاح ساطع يشبه القمر، وهل تستطيع إخفاء القمر؟!

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي