No Script

نفط الكويت

عند أيّ نطاق سعري ... نسدّ رواتبنا؟

تصغير
تكبير

يبلغ إجمالي الرواتب والدعوم في الكويت نحو 16 مليار دينار كويتي سنوياً، وهو في تزايد مستمر مع زيادة عدد الخريجين الجدد، الباحثين عن الوظائف الحكومية، وهو يقارب أكثر من 20 ألف طلب وظيفة سنوية في الميزانية العامة للدولة. بينما يبلغ إنتاجنا من النفط - مع التزامنا المطلق بحصص توزيع الإنتاج - بنحو 2.200 مليون برميل يومياً. لكن وبعد خصم نحو 750 ألف برميل في اليوم لتغطية متطلباتنا المحلية اليومية من النفط الخام والمشتقات البترولية، واستيراد الغاز لتوليد الكهرباء والماء ووقود السيارات والطائرات. يتبقي عندنا صافي 1.450 مليون برميل للتصدير العالمي من النفط الخام، وإنتاج المشتقات النفطية من مصافينا المحلية. وهو الرقم الذي يجب احتسابه في تحديد مدخول الكويت المالي اليومي بالدولارات.

ويبلغ معدل السعر الحالي لنفط الكويت حالياً 63 دولاراً، لكن من دون خصم تكاليف الإنتاج، لكن عند هذا الرقم يبلغ إجمالي الدخل اليومي 91 مليون دولار أو ما يعادل 10 مليارات دينار كويتي في السنة. وهذ الرقم لا يغطّي إجمالي الرواتب والدعوم.

يبقى السؤال عند أي نطاق سعري يجب أن يبلغ سعر النفط الكويتي لتغطية ميزانية الرواتب والبالغة 16 مليار دينار كويتي؟ والرقم المناسب سيكون ما بين 80 إلى 90 دولاراً - يكاد أن يغطّي - أو بزيادة الإنتاج أو خفض الاستهلاك المحلي وهو مستحيل مع قدوم شهر رمضان وأشهر الصيف. أما الرقم التعادلي المطلوب لتغطية إجمالي المصاريف ومن دون عجز حقيقي قد يصل إلى أكثر من 100 دولار عند المعدلات الحالية من إنتاج النفط الكويتي والالتزام الكامل والامتثال لقرارات دول منظمة أوبك بلس.

فالكل يجب أن يعلم وينتبه بأن من الصعب جداً توقّع وصول سعر برميل النفط عند هذا المعدل، حتى مع اختفاء جائحة كورونا وعودة الحياة الطبيعية، لأن التوجّهات والتقارير النفطية تشير إلى ما يطلق عليها تخمة النفط لدى الدول المنتجة له، وهذا هو السبب الرئيس في تأخير وتأجيل القرار السعودي، بعدم زيادة إنتاجها من النفط الخام بمقدار مليون برميل في اليوم تخوّفاً من انهيار أسعار النفط. وعدم ثقة المملكة العربية السعودية بأن تتحمّل الأسواق النفطية هذه الكمية الإضافية وضعف وهشاشة الأسواق النفطية. وعدم وجود أي مؤشرات إيجابية في الطلب العالمي على النفط على المدى القصير، مع الطاقات الإنتاجية الفائضة المتوفّرة في دول أوبك ومن خارجها.

ولهذا السبب من الصعب توفير 16 مليار دينار لرواتبنا الحالية من المدخول النفطي الحالي الآن ومستقبلاً. مع أن الوصول إلى سعر 80 دولاراً صعب المنال، لذا فإن إيجاد البدائل عن النفط هو الحل الوحيد.

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي