No Script

كلمات

الحظر... دمّرنا ودمّركم!

تصغير
تكبير

الأمراض التي تتسبب بها الازدحامات الخانقة اليومية خلال نصف اليوم الممنوحة تفضلاً من فريق كورونا، تفوق كورونا بكل تحوراته وسلالاته.

في الولايات المتحدة الأميركية أضافوا مجموعة أمراض تتسبب بها الازدحامات الخانقة rush hour، التي أرهقت المنظومة الصحية في الولايات المتحدة، كأمراض الروماتيزم بسبب الجلوس بالساعات الطويلة داخل السيارات، وأمراض البروستاتا بسبب تعذّر السائقين قضاء حاجاتهم في وسط الازدحامات الخانقة، وأمراض نفسية كثيرة كالاكتئاب والتشنجات.

وإذا انتقلنا إلى المشهد اليومي المأسوي في شوارع الكويت، في ظل حظر جزئي، اختزلوا فيه مطالب ومسؤوليات وأعمال ووظائف وقضاء حاجيات الناس اليومية في نصف يوم بعدد مليونين ونصف مليون سيارة، تتحرّك في شوارع متهالكة وغير مكتملة الإنشاءات، فسنجد أن ما ستسببه هذه الفوضى الشوارعية المرورية بأمراض تفوق كورونا، فالوضع لا يطاق والناس تتململ في كل يوم من مشاهد الاختناقات التي أنهكت المواطن والمقيم ورجال الشرطة، فمشوار الساعة الواحدة في الوضع الطبيعي أصبح يكلّفنا أربع ساعات لإنجازه.

والسؤال الذي يتبادر إلى أذهان كل مواطن: أليست لجنة كورونا هي عبارة عن فريق متكامل من كل وزارات الدولة كالداخلية والتجارة والصحة والبلدية؟ ألا تشاهد الداخلية هذا الوضع اليومي المتعب للمواطن والمقيم، والمنهك جسدياً لرجال الشرطة فتنقل لوزير الصحة المشهد بوضوح، لمراجعة قرارات الحظر وساعاته وبداياته، فالمرونة مطلوبة والتعنّت مرفوض وانطباعات الناس يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار والاحترام، فشعور الجميع أن الحظر أصبح عقوبة للشعب لا علاقة له بإجراءات تخفيض أعداد الإصابات، فالأرقام كلها تتحدّث عن نفسها، فالحظر الكلي والجزئي الأول والحالي لا قيمة له في أي تخفيض للإصابات، على العكس من فترات إنهاء الحظر الذي انخفضت فيه الإصابات مع تطبيق الاحترازات وبعض الإغلاقات، فلماذا نكابر وتستمرّ هذه الحلول الترقيعية التي تحقق خسائرها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية معدلات مخيفة، وانهيارات في منظومات تعليمية بالكامل في كل مراحلها.

المشهد لا يحتمل تأخيراً إضافياً ولا حلولاً جديدة، سيعرضها فريق طوارئ كورونا على طاولة مجلس الوزراء، فالحل لن يكون إلا بمسارين لا ثالث لهما: تغيير ثقافة وسلوكيات المواطن والمقيم في تطبيق الاحترازات، والمسار الآخر الأنجع هو تسريع عجلة التطعيم بزيادة أنواعها وكمياتها وكوادرها الطبية، وبلا توقف أو عطلات فأرواح البشر لا تنتظر راحة موظف أو طبيب أو ممرض.

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي