No Script

حروف نيرة

الوقاية ودفع الضرر

تصغير
تكبير

الصّحة من أجَلّ نِعَم المولى تعالى على الناس، الإنسان الذي لا يعاني من الأسقام قادر على أداء واجباته الدينية والدنيوية، أمّا المريض فإن قدراته محدودة، ولا يعرف حلاوة الصحة إلا من ذاق مرارة الأوجاع والأسقام، قال الإمام ابن حزم: (الوجع والفقر والنكبة والخوف لا يحسّ أذاها إلا من كان فيها، ولا يعلمه من كان خارجاً عنها... والأمن والصحة والغنى لا يعرف حقها إلا من كان خارجاً عنها، وليس يعرف حقها من كان فيها)، وقيل أيضاً: شيئان لا يُعرفان إلا بعد ذهابهما: الصحة والشباب.

كل مصاب إنّ قارن حاله بما كان عليه شعر بتلك النعمة الكبرى التي تقع في قمم النعم، ولولا المرض لما شعرنا بمعاناة المرضى، فالمرض حالة تتيح للمرضى والأصحاء إدراك عظمة الصحة، وكما في الحكمة المشهورة: «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء»، يقول العلامة محمد الغزالي رحمه الله: «ما أكثر النِّعم التي بين أيدينا وإن غفلنا عنها، إن هذه العافية التي تمرح في سَعتها وتستمتع بحريتها ليست شيئاً قليلاً، وإذا كنت في ذهول عمّا أوتيت من صحة بدنك، وسلامة في أعضائك، واكتمال في حواسك، فاصحَ على عجل وذق طعم الحياة الموفورة التي أتيحت لك، واحمد الله وليَّ أمرك ووليَّ نعمتك على هذا الخير الكثير الذي حباك إياه».

فلا يغفل الإنسان عن الحفاظ على تلك النعمة؛ ووقاية نفسه من الإصابة بالمرض، وخصوصاً الأمراض الحديثة، وجائحة كورونا التي يعاني منها العالم كله؛ فإنّه يتبع توجيهات الأطباء ويحمي نفسه من المرض بالطرق السليمة، وأهمها التطعيم، والتباعد الاجتماعي، ولبس الكمام، وكثرة غسل اليدين؛ فهي طرق للوقاية التي يجب التمسك بها، فالوقاية تدفع الضرر، وذلك أولى وأوجب من دفعه بعد وقوعه، وكما قال أهل العلم: درهم وقاية خير من قنطار علاج، فعلى الجميع الالتزام بالإجراءات الوقائية في مواجهة الفيروس وعدم الاستهانة بانتشاره، واعتبار ذلك مطلباً إنسانياً وشرعياً للمحافظة على النفس البشرية.

aalsenan@hotmail.com aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي