No Script

حديث القلم

هل الحظر مختلف هذه المرة ؟!

تصغير
تكبير

بعد مرور أكثر من سنة من تجربة وباء كورونا، وما تزامن معه من نجاحات وإخفاقات على صعيد العمل الحكومي، أو قراراتها المرتبطة بالأزمة، اليوم نبدو وكأننا نعيش أحداث سنة 2020، ولكن الفرق يكمن في ازدياد أعداد الإصابات والوفيات، وهو الأمر الذي يعدّ تحدّياً أكبر بالنسبة للحكومة، التي يجب ألّا تقف مكتوفة الأيدي أمام كل من يتعمّد الاستهتار، وبالتالي فإننا اليوم بحاجة إلى تطبيق قوانين على من يكسر الحظر من دون تردّد أو مرونة، وإذا كانت الحكومة غير جادة في المحاسبة، فسنكون جميعاً أمام مخاطر أكبر في المستقبل.

تحدّثت في السابق وفي أكثر من مقال، بأن الناس لم يكونوا متعاونين مع الإجراءات الصحية التي كان يجب اتباعها، وذكرت أن معظم الناس لم يتحمّل مسؤولياته بكل أسف، واستمروا يتجمعون ويحتفلون ويقيمون الولائم والأعراس وغيرها، والحكومة قصّرت كثيراً حيال هذا الأمر، بداية من التجمّعات الاجتماعيّة الكبيرة، وصولاً إلى تجمّعات ما قبل انتخابات مجلس الأمة وما بعدها، وما أعقب ذلك من أحداث يعلمها الجميع، وكلها كانت في الغالب أمام مرأى ومسمع الحكومة من دون أي تحرّك يذكر.

النداءات الحكومية - منذ بداية الأزمة - كانت واضحة وما زالت تطلق النداءات نفسها، ولكن من دون استجابة مناسبة ومن دون تفاعل إيجابي من قِبل الناس، فماذا يعني ذلك؟ يعني أن كل من يرفض الانصياع وتحمل مسؤولياته، يجب أن يُعاقب ويطبّق عليه القانون بقوة وحزم ليتعظ غيره، ومن غير المنطقي أن يكون حظر التجول الجديد كحظر 2020، حتى لا تفرط الأمور ونفقد السيطرة بشكل يعرضنا جميعاً للخطر.

حتى قضية التطعيم واللقاحات، لا يجب انتظار المجتمع بأكمله ليقوم بتسجيل نفسه ووضعه في دائرة الاختيار، خصوصاً في زمن الأكاذيب والإشاعات وتعمّد إرهاب الناس من تلقّي اللقاح، على الأقل يفترض أن تكون هناك حملة وطنية إعلامية شاملة للتشجيع على أخذ اللقاح، أو عبر إعطاء مميزات لمتلقي اللقاح ومنحه الأولويّة في دخول الأسواق والمجمّعات التجاريّة والمطاعم وإجراء المعاملات الحكوميّة وغيرها، فالانتظار والسكوت والتغاضي يطيل أمد الأزمة ويعقّدها أكثر، ويضاعف الأعباء على المستشفيات والكوادر الطبيّة، فإمّا الجديّة والقدرة على اتخاذ القرارات ذات المصلحة العامّة، وإمّا ترك المهمة لمن هم أكفأ وأكثر جرأة وشجاعة لمواجهة الأزمة.

وخزة القلم:

الذين تسابقوا على الجمعيات التعاونية لتخزين الأكل قبيل الحظر وتسببوا في الزحام، ويعتقدون أنهم سيموتون جوعاً خلال فترة الحظر، هم أحد أكثر الأسباب المباشرة لتفشي الوباء!

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي