No Script

أضواء

زيارة إنعاش بابويّة

تصغير
تكبير

زار بابا الفاتيكان فرانسيس - منذ أيام مضت - العراق. وهي الزيارة الأولى له، التي التقى فيها مسيحيي الموصل، وهم في الأصل من طائفة الكلدان النسطورية، لكنهم وبفعل الحملات التبشيرية الأوروبية تحوّلوا إلى المذهب الكاثوليكي. وتضمّنت الزيارة - التي استمرت ثلاثة أيام - لقاء مع المرجع الشيعي العراقي السيستاني.

ولعل الهدف الأساسي من زيارته - إلى جانب إبداء تعاطفه مع الكلدان الكاثوليك الذين عانوا مثل غيرهم من ويلات الحرب الإقليمية الطائفية في العراق - الخروج من العزلة التي يعاني منها الفاتيكان بعد فضائح الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها قساوسته في حق مئات الأطفال، ووصلت الدعاوى القضائية فيها إلى المحاكم، التي أصدرت أحكاماً بإدانة العديد من القساوسة وطالت بعض الكاردينالات، وهم من أعلى الرتب الكنسية.

ومن المعلوم أن بابا الفاتيكان بندكتس - الذي شغل منصب البابوية قبل البابا الحالي - استقال من منصبه البابوي بعدما انتشرت إشاعات حول تفشي الفساد المالي في عهده، وضلوعه في التغطية على تلك الاعتداءات الجنسيّة، وإن كان قد برّرها بضعفه مع تقدم سِنّه، وهي تعدّ الاستقالة الوحيدة لبابا الفاتيكان خلال ستة قرون.

من الصعب أن تؤتي فكرة الزيارات المكّوكيّة التي قام بها بابا الفاتيكان فرانسيس لجنوب أفريقيا وبورما والإمارات العربية المتحدة ثم زيارته الأخيرة للعراق، ثمارها في إعادة الثقة للمؤسسة الكاثوليكية لدى الكثير من أتباعها، خصوصاً من الدول الأوروبية والأميركتين وأستراليا وكندا، وهم المعنيون بشكل مباشر، ويشعرون بخيبة أمل كبيرة تجاه زعاماتهم الدينية، بعد فضائح الاعتداءات الجنسية على الأطفال.

فمن المؤكد أن مثل هذه الفضائح التي طالت رجال الدين الكاثوليك، ستزيد من تفشّي القيم الليبرالية والإلحاد واللادينية في المجتمعات الغربية، وهذه ليست المرّة الأولى التي تهتز فيها مكانة الفاتيكان، فقد تعرّضت مكانتها لهزة كبيرة بعد محاربتها للعلم وملاحقتها للعلماء إبّان عصر النهضة.

ومن تصريحات بابا الفاتيكان الحالي هي إشارته إلى أن عزوبيّة رجال الدين الكاثوليك، هي مجرد تقليد ليس له علاقة بالتعاليم المسيحية، ولعله يشير بذلك إلى فكرة إمكانية السماح لقساوسته بالزواج، أسوة بنظرائهم البروتستانت علّها تكون مخرجاً من أزمة الفاتيكان الأخلاقية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي