بالقلم والمسطرة
وزير مرفوض!
مع التشكيل الحكومي الأخير - وإن كان التغيير محدوداً والبعض لديه مسمى وزاري متعدد الكلمات ومتشعب في الوصف - فإنه بهذا التشكيل ينقل الوضع من تصريف العاجل من الأمور، إلى مواجهة الأمور والتحديات نفسها، والتي تحتاج إلى حلول وقرارات حازمة لمواجهتها وعدم تأجيلها!
وكما يُقال في المثل الشعبي: (هذا الميدان يا حميدان) فالمهام كبيرة، والبلد ينتظر بشغف كبير تحريك المسيرة التنموية، وتحسين ظروف البشر فيه، وتطوير الخدمات العامة وعلاج لقضاياه العالقة عبر الحكومات والبرلمانات المتعاقبة.
لذا فإن على كل وزير في هذه الحكومة أن يُتقن التعامل مع لغة الأرقام والإحصاءات والجداول البيانية، والتي تقيّم الأوضاع وتساهم في قياس الأهداف، بمصاحبة التحليلات والدراسات، حتى نعرف أنه يعرف دوره وإلى أين ذاهب في خطط وزارته والجهات التي تتبع له وإن كان لا يعرف، فإنه وزير مرفوض من ذاكرة التاريخ الوزاري ومن ذاكرة الوطن، وبالطبع لن تكون المعرفة مفيدة حتى تكتمل بالتنفيذ العملي للكلام الرنان، لذلك فمن المفترض أن تكون طريقة نوعية للاعتياد عليها، بحيث تكون الأرقام مع الكلام عند التصريح لكل وزير، وبمعنى أن يتم وضع البرامج الزمنية وبالأهداف المطلوبة، أي أن كل وزير في الحكومة يقدّم أيضاً مراحل وخططاً وخطوات متدرّجة وبشكل دوري وعلني، وهو الأهم أمام الإعلام، لعلاج الملفات المهمة لديه وكيفية تطوير الخدمات والمعاملات الحكومية التابعة له، ودوره هو أن يقوم بترجمة ذلك وتخفيف عالم الأوراق والاختام، وتسهيل معاملات العباد وبالطبع مع التنسيق الحكومي الشامل، بين كل الوزراء، وتجاوز الصعاب منها مواجهة وباء كورونا.
ونحن في الحجر الجزئي وعلاج التركيبة السكانية وتطوير البنية التحتية والأمن السيبراني والتفعيل المؤسسي وتطبيق الكلمات العجيبة، التي نسمع عنها منها (الميكنة) و(الرقمنة)، فإن حصل ما ذكرت فإنها تضعف التكسّبات والترضيات السياسيّة، والتي لا فائدة منها كما أثبتت الأزمات عبر الأزمان!
وببساطة فإن الإثبات الحقيقي للوزير بأنه يستحق منصبه يكون بالإنجازات على أرض الواقع، بعيداً عن البرستيج الاجتماعي الذي لا يُفيد.
الخلاصة، من الواجب على كل وزير عرض خططه الواقعية على العلن، وتكون تلك الخطط مدعمة بالأرقام والأفعال من أجل الصالح العام، واالله عز وجل المعين في كل الأحوال.
ahmed_alsadhan@hotmail.com @ِAlsadhanKW
