No Script

إطلالة

البطالة بين مخرجات التعليم وحاجة سوق العمل

تصغير
تكبير

لعل ما يقلق كثيراً المجتمع الكويتي، قضية البطالة المقنعة، وكيف أخذت - هذه القضية المصيرية - أبعاداً لسنوات حتى أصبحت الشغل الشاغل لدى غالبية الأسر الكويتية، فنمو حجم البطالة بين خريجي الجامعات الداخلية والخارجية والمعاهد التطبيقية، قد عمّق من حدة القضية بشكل لافت للأنظار، لاسيما ونحن نجد هذه المشكلة تقريباً في كل بيت، فلا يخلو بيت دون أن نجد فيه خريجاً عاطلاً عن العمل، وينتظر دوره في ديوان الخدمة أو التسجيل في مكان ما، إلى أن أصبح شبح البطالة يخيّم على مستقبل أبنائنا الذين يمثلون 70 في المئة من سكان البلاد.

ولو نلقي الضوء على مفردات الأرقام الموجودة، نجد أنها تشير إلى وجود أزمة توظيف حقيقية ستعاني منها البلاد، ما لم يتم تدارك هذا الأمر بخلق فرص عمل لآلاف الخريجين الحاليين والمقبلين، وما يصعّب الأمر ويجعله أكثر تعقيداً أن عدد الخريجين سيرتفع سنوياً نحو آلاف مؤلّفة، ونلاحظ أن المشهد يتكرر في كل عام جديد! إذا ما دخل هؤلاء الشباب في تراكم طلبات التوظيف! من الملاحظ أن الحكومة غير قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل، إلى أن ظهر بما يسمى (بالبطالة المقنعة)، الأمر الذي يؤكد على وجود خلل واضح في نظم التعليم ومخرجاته، من خلال غياب التنسيق مع حاجة سوق العمل وعدم وجود إستراتيجية واضحة المعايير.

فقد أثبتت الظروف المحيطة سواء الصحية أم الاقتصادية أن معظم القطاعات الأهلية، غير قادر على حماية أبنائنا من الأزمات التي تخيّم على البلاد، كما أن ديوان الخدمة لا يرشّح خريجي الجامعات والمعاهد التطبيقية من أبناء الوطن في المكان المناسب لهم حسب تخصصاتهم، بل نادراً ما يختار مكاناً مناسباً لهم، وبالتالي اتجه أبناؤنا الخريجون نحو خوض معركة التجارة، من خلال المشروعات المتوسطة والصغيرة، وتحمّل تبعات القروض المرتفعة من أجل التغيير في الوظيفة واختيار الأفضل.

فيما تضرّر أصحاب هذه المشاريع من ضغوط الحظر، التي فرضتها الحكومة في الآونة الأخيرة بسبب جائحة كورونا، وفقدان الدعم المادي لهم مما خلق أزمة أخرى، وهنا المشكلة فقد ضاع حلم الشباب الخريجين ما بين البطالة وضياع المشاريع الشبابية وحلم الوظيفة الحكومية المرموقة، ويبقى السؤال هنا: ما الحلول الموجودة لدى الحكومة للقضاء على أزمة البطالة المقنعة؟ وما هي رؤية الحكومة تجاه الآلاف من مخرجات التعليم، وما هي إنجازات مجلس الأمة تجاه ملف البطالة وملف التعليم وحاجة سوق العمل لتلك المخرجات؟! فمن الواضح جداً غياب التنسيق ما بين وزارة التربية والتعليم العالي وديوان الخدمة، مما أدى إلى تفاقم حجم البطالة وسط ضياع خريجي التعليم في الوطن. ولكل حادث حديث.

alifairouz1961@outlook.COM

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي