No Script

ربيع الكلمات

تحديات الحكومة الجديدة...

تصغير
تكبير

ما يحدث في العالم اليوم لم يتخيله أحد، فهذا الحدث أشبه بالزلزال الذي ما زالت ارتداداته تصل إلى كل مكان في العالم، وهو أخطر من أي حدث وقع في الماضي، نعم في الماضي كانت هناك مشاكل وأحداث اقتصادية وسياسية، ولكن الأمر مختلف تماماً الآن، ولذلك هناك مجموعة من التحدّيات التي خلّفتها الجائحة.

حتى أن صندوق النقد الدولي توقّع أن الاقتصاد العالمي سينكمش بنسبة 4 في المئة، وهو أكبر انكماش منذ الحرب العالمية الثانية، وحتى نتخيل حجم الأزمة... فإن الأزمة المالية في عام 2008 أدت إلى تقليص الاقتصاد العالمي بنسبة 0.1 في المئة فقط !

والتحدّي الأول الذي يواجه الحكومة الجديدة هو الحالة المالية للدولة، والحديث عن السحب من احتياطي الأجيال لتوفير السيولة، وهناك حلول قصيرة وبعيدة المدى، القصيرة مثل تقليص المصروفات، وإعادة تسعير بعض الخدمات، أما البعيدة فمثل دعم القطاع الخاص، وإصلاح سوق العمل، وكل هذا يحتاج إلى حكومة لديها كفاءة عالية تختار القياديين على أساس كفاءة ومواطنة.

التحدي الثاني هو تعديل قانون الانتخابات وإلغاء قانون الصوت الواحد، والذي سيساهم بالحد من نجاح بعض الأعضاء الذين ليس لهم دور فاعل في المجلس، وبالتالي سيكون له أثر ايجابي على الوضع العام والاقتصادي في البلد.

التحدّي الثالث هو إعادة ترتيب الخريطة السكانية، حيث هناك آلاف الوافدين الذين غادروا الكويت، وتجار الإقامات تجب محاسبتهم على هذه الجريمة وهي الاتّجار بالبشر، وإنهاك القطاع الصحي والمؤسسات الأمنية خلال فترة الجائحة.

التحدّي الرابع وهو يجب عودة الطلبة إلى المدارس من جديد، والعديد من دول العالم سيُعيد الطلبة إلى مقاعد الدراسة، وهناك تواريخ محددة لذلك، ماعدا مدارسنا لا نعلم متى سيعود إليها الطلبة خصوصاً في المراحل الدراسية الأولى، والذين لا يجيدون الكتابة ولا القراءة، وغير فعالين في التعليم عن بُعد، نحن أمام كارثة - بكل ما تعنيه الكلمة من معنى - في حق جيل كامل.

التحدّي الخامس وهو أن التكنولوجيا ستغيّر وجه الكثير من الصناعات التقليدية، لا أقول خلال عشر أو خمس سنوات، وإنما خلال عام أو عامين، ولعل جائحة «كورونا» ساهمت في ذلك كثيراً، فأكبر شركة تأجير سيارات لا تملك سيارة وهي «أوبر»، وحجز التذاكر والفنادق، يتم عن طريق بعض التطبيقات الموجودة في الهواتف الذكية، والحديث في السابق كان عن فعالية السيارات الكهربائية، وأنها غير عملية بسبب الشحن المستمر الذي تحتاجه هذه السيارة، حتى أعلنت شركة صينية أنها قامت بصنع بطاريات سيارة قادرة على السير مليوني كيلو متر، وتم تطوير هذه البطارية بالتعاون مع شركة «تسلا».

في السابق كان الأمّيّ هو الذي لا يعرف الكتابة والقراءة، ثم تطور الأمر إلى الذي لا يجيد استخدام الكمبيوتر، وبعد انتهاء جائحة كورونا سيكون الأمّيّ الذي لا يعرف... لغة البرمجة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي