No Script

نتائج بحثية جديدة تفتح آفاقاً طبية واعدة في مجالات معالجة الأمراض المستعصية

اكتشاف «شيفرة الاتصالات» بين الخلايا... يُبشّر بإنهاء مرض السكري

تصغير
تكبير

انطلاقاً من أن المعرفة حول كيفية الاتصالات البيولوجية بين خلايا الجسم البشري تشكّل مفتاحاً مهماً لفهم طبيعة الأمراض، استخدم باحثون من جامعة غوتنبيرغ السويدية وجامعات أوروبية أخرى طرقاً متطورة لفك شيفرة تلك الاتصالات وفهم الآليات الكامنة وراءها.

وأخيراً، نشر أولئك الباحثون نتائج دراستهم في مجلة «PNAS» العلمية معلنين أنهم قد نجحوا فعلياً في التوصل إلى رسم معالم أول خريطة متكاملة تفك شيفرة الاتصالات بين خلايا الجسم البشري وتساعد على تحسين فهم الآلية الكامنة وراء مرض السكري من النوع الثاني تحديداً بطريقة غير مسبوقة تتيح معالجته بأساليب أنجع وأسرع وأكثر استدامة، فضلاً عن إمكانية الوقاية منه بما ينهي وجوده.

كيف تنتقل الخلية البشرية من «خطابها» الفردي إلى «التحاور» والتواصل مع الخلايا الأخرى؟ كيف تنتقل من العمل في حد ذاتها إلى العمل الجماعي والتفاهم التفاعلي ضمن فريق متكامل؟ وكيف يتم ذلك التحاور والتواصل؟ كانت تلك من بين أبرز التساؤلات التي انطلقت منها دراسة رائدة أجراها باحثون في جامعة غوتنبيرغ الألمانية سعياً إلى فهم أفضل لطبيعة الآليات التفاعلية بين الخلايا البشرية خلال عملية التمثيل الغذائي.

الدراسة أجريت كجهد تعاوني متعدد التخصصات بين ثمانية باحثين من جامعات أوروبية، وهو التعاون الذي سعى إلى رصد السلوكيات التفاعلية المعقدة بين الخلايا من زوايا متنوعة.

وأجريت الدراسة تحت إشراف البروفيسور كارولين بيك أديلس رئيسة قسم الفيزياء البيولوجية والخلوية في جامعة غوتنبيرغ السويدية، وانطلق هدفها الأساسي من أن اكتشاف وفهم آليات التواصل بين الخلايا سيساعد على تطوير علاجات أفضل للأمراض المزمنة التي تنجم عن اختلال تلك الآليات.

وقالت البروفيسور أديلس إن الدراسة ركّزت على رصد وتحليل سلوكيات التذبذبات الغلوكوزية في الخلايا، موضحة أن تلك التذبذبات هي عبارة عن سلسلة معقدة من التفاعلات البيوكيماوية التي تتم في أثناء عملية التمثيل الغذائي وتجعل تركيز المواد يتأرجح أو يتذبذب في الخلايا بوتيرة معيّنة.

وتابعت أديلس موضحة: «أظهرت دراستنا كيف أن الخلايا التي كانت تتذبذب في البداية بشكل مستقل عن بعضها البعض قد تحولت تدريجياً إلى كونها أكثر تزامناً وتناغماً مع بعضها البعض عند مرحلة معينة، إلى درجة تكوين مجموعات متناغمة من الخلايا التي بدأت تتصرف كفريق عمل يؤدي مهمة متفق عليها في ما بين أفراده».

وأضافت: «أحد الأشياء الفريدة في هذه الدراسة هو أننا استطعنا دراسة السلوكيات الفردية للخلايا ثم الانتقال بعد ذلك إلى رصد كيفية تحوّل الخلية إلى العمل الجماعي ضمن مجموعات.

وبتعبير آخر، سمح لنا هذا بأن نرصد كيفية انتقال الخلايا من سلوكها الفردي إلى التنسيق مع جاراتها، ومن خلال ذلك نجحنا في رسم خريطة لسلوكيات الخلايا زمانياً ومكانياً، أي: متى يحدث الشيء؟ وفي أي خلية تحديداً؟».

معالجة السكري وعن الفوائد المتوقعة من وراء نتائج هذه الدراسة، قالت أديلس: «من الممكن تطبيق هذه المعرفة المستقاة من تلك الخريطة في فهم آليات التحاور والتواصل بين العديد من الخلايا البشرية التي يلعب فيها التنسيق التفاعلي بين الخلايا دوراً حيوياً.

وعلى سبيل المثال، يشمل ذلك خلايا عضلة القلب وخلايا البنكرياس، وهو الأمر الذي يبشر بتغيير قواعد اللعبة في مجال أبحاث مرض السكري من خلال تطوير علاجات حاسمة للنوع الثاني تحديداً».

وتوضيحا للأمر، أضافت قائلة:«يمكن لنتائج دراستنا هذه أن تسهم بشكل غير مسبوق في فهم النسق الذي تنتظم خلايا البنكرياس من خلاله والكيفية التي تفرز بها الإنسولين، وهو الأمر الذي سيساعدنا على فهم أفضل للآليات الكامنة وراء مرض السكري من النوع الثاني.

وفي النهاية، سيساعدنا هذا الفهم على تطوير علاجات وأدوية أفضل لذلك المرض فضلاً عن توفير سبل للوقاية منه».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي