No Script

ربيع الكلمات

الكويتي والوافد... شركاء في الاحتفال والإنسانية

تصغير
تكبير

تمرّ علينا مناسبة عزيزة على قلب كل كويتي ووافد مخلص يعيش على هذه الأرض الطيبة، وشكر الله تعالى واجب على هذه النعم ونعمة التحرير والاستقرار والرخاء، ويجب أن نستذكر الرجال الأوفياء من رجالات ونساء الكويت الذين ضحّوا بأرواحهم لإعادة الأمن والاستقرار والحرّية إلى الكويت.

ومن مواقف السيرة النبوية في حب الوطن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قدّم نموذجاً، حينما خاطب مكة المكرمة لدى إكراهه على الخروج منها قائلاً: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ».

ومن فضل الله علينا أن سخّر لنا بلد جميل يأتي إليه الناس من أقصى البلاد من أجل لقمة العيش، ووجدوا في الكويت ملاذهم وضالتهم، والوافدون قدّموا نموذجاً رائعاً وهم في الصفوف الأمامية بجانب أبطال الكويت من رجال الصحة والداخلية ومختلف الجهات.

ونحمد الله تعالى على نعمة الكويت... والتي لها نفوذ حول العالم أكبر بكثير من حجمها، لديها أدوار مختلفة والجميع يقبل بوساطتها، ولا يستطيع أحد السيطرة على قرارها. الذي يتميز بالحكمة والاتزان وعدم صنع الأزمات.

تاريخ الكويت لم يكن حافلاً بالورود دوماً، فهناك العديد من المصاعب التي مرّت بها وعلى مختلف العصور، ولكنها السياسة الخارجية الحصيفة المتزنة والمتوازنة، هي التي صنعت وأحدثت الفارق، وعبرت بالكويت إلى برّ الأمان منذ أكثر من 350 عاماً.

ويجب ألّا نغفل الصندوق الكويتي للتنمية، الذي قام بدور بارز في تقديم المساعدات لمختلف الدول حول العالم، وحقّق أهداف سياسة الكويت الخارجية.

ومن نافلة القول إن العمل الإنساني ساهم مساهمة فعّالة في رفع اسم الكويت، وجعلها في مصاف الدول التي تقدم المساعدات حول العالم. وأهل الكويت جبلوا على فعل الخير والبرّ والإحسان من قديم الزمان، وفي عهد الشيخ جابر الأول بن عبدالله حاكم الكويت من عام 1814 إلى 1859، والذي اشتهر بجابر العيش، كان يساعد الفقراء والمحتاجين. ولا ننسى وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني سنة 1783، والتي كانت خير شاهد على أن العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين مُترسّخة ومُتجذّرة في قلوب ووجدان الكويتيين.

وفي العصر الحديث، دور بيت الزكاة الكويتي والجمعيات الكويتية، مثل جمعية الإصلاح الاجتماعي والنجاة وإحياء التراث والعون المباشر والسلام وصفا وغيرها الكثير، إضافة إلى اللجنة الشعبية لجمع التبرعات التي أُسست العام 1945 بمبادرة أهل الخير من مجموعة من تجار الكويت الأفاضل. وهذه المؤسسات تبرز الوجه الحضاري للكويت لما تقدّمه من خدمات جليلة من مساعدة المعوزين والمحتاجين وصناعة الابتسامة على وجوههم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي