No Script

«الراي» تُحاوِر سميرة رياشي... وهذه حكاية معزوفة «المجد هُنا»

صبية الكمان اللبنانية تُعايِد الكويت رسالة حب... كمان وكمان

سميرة رياشي
سميرة رياشي
تصغير
تكبير

ليست مُسْتَحْدَثة ولا غريبة العلاقةُ الصادقةُ التي تربط بين لبنان والكويت، لا بل هي من أقدم العلاقات بين الأشقاء، فيها كل روابط الأخوّة والوفاء والمحبة والصداقة المتبادلة التي «امتُحنت» في محطات عدة فازدادتْ رسوخاً «ع الحلوة والمُرة».

الكويت لطالما كانت «اليد البيضاء» التي بلْسمت جِراح لبنان، أيام الحرب الأهلية، وبعدها بوجه الاعتداءات الإسرائيلية كما النكبات على أنواعها، وكان آخِرها انفجار مرفأ بيروت، فلم تتركه وحيداً في «مهبّ العواصف»، فيما شكّل أبناء «بلاد الأرز» جزءاً من نهضة الكويت التي كانت الحكومة اللبنانية من أوائل مَن هبّوا تنديداً بغزو صدّام حسين الغاشم لها.

علاقةٌ ما فوق عادية، سبق أن اختصرها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم من بيروت حين قال «الشعب الكويتي يشعر إن قدِم إلى لبنان بأنه سافر من وطنه إلى وطنه، وأنه غادر أهلَه إلى أهله»... علاقةٌ عابرة للأجيال يتوارثها الأبناء عن الآباء، وخير دليل معزوفةٌ موسيقية أهْدَتْها صبية لبنانية لدولة الكويت عربون محبة بمناسبة العيد الوطني.

فقد حملتْ سميرة رياشي كمانَها، وعلى أوتار القلب عزفت أنشودةَ مجدٍ وحب لبلد يستحقّ كل الحب.

رياشي، عازفة كمان لبنانية شابة لم تتخط السادسة والعشرين من عمرها، تعيش في لبنان لكنها عبر الموسيقى الفولكلورية والتراثية تسافر إلى «كل الدنيا» وتتعرّف الى شعوب العالم.

في لبنانها، كما روتْ لـ «الراي»، تعرّفت إلى الكويت وأهلها من خلال الزوار الكويتيين الذين كانوا يقصدون مناطق لبنان كافة ويتآلفون مع أهلها.

وفي المطعم الذي تملكه العائلة، توطدت علاقتها بمجموعة من الأصدقاء الكويتيين، وعبرهم تعرفت الى أغنية يحبها الجمهور الكويتي جداً رافقت واحداً من الأحداث الرياضية المهمة إبان افتتاح استاد جابر الحمد الدولي.

«المجد هنا» على الكمان

كمحترِفة موسيقى، علِق اللحنُ في ذهنها ووجدتْ نفسَها تردّده لاسيما أنها تعشق الموسيقى التراثية للبلدان. واختمرت في ذهنها فكرةٌ سرعان ما بادرت للسعي إلى تنفيذها: لمَ لا تعزف هذه الأغنية المحبوبة على طريقة الـCover وتقدّمها تحيةً للكويت في عيدها الوطني، خصوصاً أنها تقدّر كل مَنْ عمل على إنجاز هذه الأغنية كتابة وتلحيناً وتوزيعاً.

وانطلقت الفكرةُ وصارت أغنية «المجد هنا»، التي تعرّفتْ إليها صدفة، رفيقتَها، تستعدّ لعزفها على آلة الكمان التي ترافقها منذ الصغر.

وهكذا تحوّلت الأغنية المعروفة التي كتب كلماتها مشاري الحديبي ولحّنها فهد الناصر بتوزيع من صهيب العوضي، إلى معزوفة موسيقية أدّتها رياشي على الكمان بتوزيع لعازف الغيتار الذي يرافقها عزفاً عزام الزهراني.

كان يفترض أن تقوم سميرة بتصوير المعزوفة في دولة الكويت، لكن ظروف جائحة «كورونا» وإغلاق المطارات منعها من السفر إلى الكويت، هي التي تتواجد حالياً في المملكة العربية السعودية.

الظروف زادتْها عزماً على تنفيذ مشروعها، فقامت بتسجيل المعزوفة في استوديو في الرياض وأصرت على تصويرها في السعودية، واختارت الصحراء إطاراً للتصوير إيماناً منها بأن الصحراء هي جزء من تراث الكويت ورمز من خصائص البيئة الكويتية.

التصوير نفذته مذنة وأشواق الدوسري. وفي أيام قليلة رأت المعزوفة المصوَّرة النورَ، وأُطلقت على مواقع التواصل لتكون جاهزة لمواكبة العيد الوطني الكويتي.

علاقة حب مع الكمان منذ الطفولة

سميرة رياشي العازفة اللبنانية الشابة التي تربطها علاقة حب بالكويت وأهلها وجدت نفسها منجذبة إلى الموسيقى منذ نعومة أظفارها.

وحدها الموسيقى كانت تهدئها في صغرها، وحين بلغت السابعة من عمرها وفق ما ترويه لـ«الراي»، أرادتْ أن تتعلّم الكونترباص، لكن أساتذة الكونسرفاتوار حينها نصَحوها بتعلم آلة الكمان لأنها أصغر وتناسب حجمها.

لم تقتنع الطفلة الصغيرة بذلك إلّا بعد سنتين حين بلغت التاسعة من عمرها، إذ قبِلت بتعلُّم الكمان.

ومنذ ذلك الوقت نشأت بينها وبينه علاقة شغف لا تزال مستمرة حتى اليوم.

وقد واصلت دروس الكمان مع العازف الشهير جهاد عقل إلى أن انطلقت في مشوارها الفني وبدأت تعزف على المسرح في عمر الثامنة عشرة.

مشوارها الموسيقي أرادته سميرة مختلفاً، فلم تحصر نفسها بالموسيقى الكلاسيكية التي ترافق عادة آلة الكمان، بل أرادت أن تتعرّف على الموسيقى الفولكلورية والشعبية والتراثية لمختلف الشعوب لاسيما العربية.

كما أحبت جداً الموسيقى الإيرلندية المعروفة وثابرتْ على عزفها.

الموسيقى الكلاسيكية الغربية بالنسبة إليها طريقة لتطوير مهاراتها في العزف، لكن حبها الأعمق هو للموسيقى الشرقية التي تحب أن تعزفها سمعياً وتستمتع بها.

في الإيقاع الكويتي وجدت جملاً قصيرة سريعة تلائم الكمان وتتماشى مع أنغامه، ولذا جاءت معزوفة «المجد هنا»، لتكون تتمة لخياراتها الموسيقية وتعبيراً عن ذوقها الشرقي.

وتتمنى سميرة أن تنال هذه المعزوفة إعجاب الجمهور وتفتح لها الباب نحو الجمهور العربي الواسع، وهي سعيدة اليوم بما حققته معزوفتها من نجاح على منصات التواصل ولم تكن تتوقع لها أن تنتشر بهذه السرعة.

وتختم سميرة رياشي، العازفة الشابة كلامها، بتحية إلى دولة الكويت التي تتمنى أن تبني مستقبلها في ربوعها لأنها تشعر بالرابط الحقيقي الذي يجمع بين شعبيْ الكويت ولبنان، كما تتمنى أن تكون معزوفتها أجمل تحية منها إلى الكويت في عيدها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي