No Script

رسالتي

هوشة المعارضة !

تصغير
تكبير

أدعو المعارضة، بجميع أطيافها إلى التأمل في هذا الموقف.

بعد انتهاء «غزوة بدر» - والتي انتصر فيها المسلمون على المشركين - وقع في أيدي المسلمين مجموعة من الأسرى.

فاحتار المسلمون بالطريقة الأنسب للتعامل مع هؤلاء الأسرى، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يتعرّضون فيها لمثل هذا الموقف.

فاقترح أبو بكر الصديق أن يتم افتداء الأسرى، ليكون في ذلك تعويض للمسلمين عن أموالهم وبيوتهم التي تركوها في مكة بعد الهجرة.

واقترح عمر بن الخطاب أن يتم قتل الأسرى، وألّا تأخذهم فيهم رأفة، حتى يُذاع الخبر فترهبهم العرب.

فاختار النبي صلى الله عليه وسلم رأي أبي بكر.

فنزلت الآيات تؤيد رأي عمر بن الخطاب، وتعتبر أن قتل الأسرى كان هو الخيار الأول والأفضل للمسلمين (ما كانَ لِنَبِيٍّ أن يكون له أسرى حتّى يُثْخِنَ في الأرض تُريدون عَرَضَ الدّنْيا والله يُريدُ الآخرة...) الآية.

الشاهد هنا أن كلا الفريقين كان يُريد تحقيق مصلحة المسلمين من الزاوية التي يراها، وأنه رغم وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم إلا أن الخلاف وقع بينهما، بل إن القرآن أيّد الرأي المخالف لما اختاره الرسول عليه الصلاة والسلام.

ونستفيد هنا أنّ كلا الفريقين لم يُخوّن بعضهم بعضاً، ولم يتّهم أحدهما الطرف الآخر بأنه يريد تحقيق مصالح شخصيّة أو مآرب أخرى.

وللإخوة في المعارضة - سواء من يرى أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع الحكومة هو التصعيد - واستخدام الوعد والوعيد بعد مواقفها من انتخابات رئاسة المجلس أو انتخابات لجانه، أو أولئك الذين يرون بأنه لا ينبغي قطع كل الحبال مع الحكومة رغم مواقفها السيئة، من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، وإنجاز ملف العفو الخاص عن المحكومين في قضية دخول المجلس - نقول: لا بدّ من كلا الفريقين أن يُحسن بعضهما الظن في الآخر، وأن يلتمس له العذر، ويدرك أنّ الجميع يريد المصلحة العامة، والابتعاد عن أسلوب الاتهام والتجريح. وبأنّ انقسامهما يُحزن الصديق ويُفرح أهل الفساد ورعاته.

نسأل الله تعالى أن يُلهم أقطاب المعارضة الصواب، وأن يجمع كلمتهم لما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن نجني ثمار التفاهم بينهم بتحقق العفو - الخاص أو العام - عن إخواننا المهجّرين في القريب العاجل بإذن الله.

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي