No Script

ما في خاطري

فتاة تنتمي إلى (عبدة الشيطان)!

تصغير
تكبير

طلبت إحدى الفتيات ممَنْ ينتمون إلى جماعة (عبدة الشيطان) - والتي لم تتجاوز سنها الثامنة عشرة - مقابلة الشيخ الفاضل الدكتور محمد العوضي، وبالفعل تم اللقاء، فبدأ الدكتور بالسؤال عن الفتاة وحالها قائلاً: يا «بنيّتي» كيف حالكِ وكيف هي الدراسة معكِ؟ رغبةً من الدكتور في إزاله الكلفة بينه وبينها، وسألها مرة أخرى يا «بنيّتي» لماذا طلبتي لقائي؟ فردت: كي أصلح لك معلوماتك الخاطئة، التي تملكها عن (عبدة الشيطان)، فأنت لم تأخذ المصادر الصحيحة، وقمت بالتشهير بنا في برامجك التلفزيونية. فيقول الدكتور كنت فقط أستمع إليها وهي توجّه لي الكلمات وتهاجمني فبادرت بالسؤال قائلاً: ما الشيء الذي أعجبك في الشيطان؟ فردت: الشيطان ذكيّ فهو استطاع أن يضلّل الناس فرد عليها: ما هو رأيك إذا أثبتّ لكِ أن الشيطان غبيّ؟ فاستشهد الدكتور بالأدلة العلمية التي تؤكد غباءه حتى اقتنعت من حديثه، وبعدها أصبح هناك حوار بينهما فقدّم لها الدكتور النصيحة ورحّب بالتواصل معها في المستقبل، وبعدها بساعات تلقّى صديق الدكتور - الذي رتّب اللقاء - اتصالاً من الفتاة في الساعة الحادية عشرة ليلاً لتبلغه أنها متفاجئة قائلة: كل أصدقائي حذروني من هذا اللقاء، وأنه كمين قد أعدّه الدكتور مع الأمن للقبض عليّ، ولكن هذا لم يحدث وأنا تطاولت على الشيخ بالحديث، ولم أجد أي ردة فعل، فما وجدت إلّا ابتسامته وأكثر شيء تأثّرت به هو تكرار الدكتور لكلمة يا «بنيّتي» أثناء حديثه معي، حيث إني هاربة من بيت أبي وأمي منذ سنة ونصف السنة ولم أسمع كلمة يا «بنيّتي» في حياتي قط.

لقد ظهرت لنا في الأيام الأخيرة، العديد من الحالات في مجتمعاتنا تُعاني من أزمات فكرية، فالبعض منها قد تخلّى عن دينه وادّعى أنه يعتنق ديناً آخر، والبعض الآخر يطرح التساؤلات التشكيكية، فاتّجه إلى سكة الألحاد، كلها حالات تجعلنا نفكّر في الدوافع والأسباب، لنجد أن الاحتواء الأسري والإشباع النفسي والاجتماعي غائب عند الكثير من الأسر، مما يؤدي إلى انحراف الأبناء، طلباً للاهتمام ولفت الأنظار وكسب التعاطف.

والكثير من أبنائنا عندما تُثار في عقولهم التساؤلات لا يجد مَنْ يوضح له الأمور ويثقفه فيبحث عن المصادر الخاطئة وتُقابل أسئلته بالتكفير والنهي، فلا يجد الأجوبة المناسبة وأحياناً كثيرة يحبس هذه التساؤلات خوفاً من التعرّض للهجوم، ولهذا يكون الدور المنوط بالأسرة والمثقفين والعلماء وخطباء الجمعة كبيراً، في توعية الأبناء عن طريق المناقشة بالعقل والنصح والإرشاد لا بـ(الفظاظة) و (الغلظة)، التي يمارسها البعض، وكما قال ربنا في كتابه الكريم: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).

فالأسباب والدوافع التي ذُكرت ليست عذراً للانحراف، ولكن إذا وجدت ردة الفعل أبحث عن السبب الرئيسي لعلاج المشكلة، فيقول الدكتور محمد العوضي: إن المصيبة تقع عندما تكون الشبهات والشهوات متداخلة ومرتبطة بطبيعة اجتماعية، فترى أحدهم يعاني من أزمة فكرية، ولكن منبع هذه الأزمة يكون نفسياً أو اجتماعياً، كما حدث للفتاة التي تحدثنا عنها، ولذلك يجب أن نعالج منبع الأزمة، ولنكن واعين لذلك وتربويين في التعامل وداعين للخير، كي نقوّي علاقتنا مع الأبناء ونحميهم من الانحرافات الفكرية.

Twitter: @Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي