No Script

خواطر صعلوك

لماذا لا يموت «المتحرشون»؟!

تصغير
تكبير

أعزّائي القراء، تصفيق حار لصديقي عبدالمحسن، الذي سيخبرنا ويفسّر لنا أسباب ظاهرة التحرش في «أزهى عصور التحرش»... ولكن قبل ذلك دعوني أعرّفكم على صديقي.

«عبدالمحسن» صديقي يقرأ العديد من الكتب، مثقّف، متحدّث، ولديه أفكار جيدة ورائعة، ولكنه يعبّر عنها دائماً بلغة باردة، وفئوية وربما حادة بعض الشيء... وأحياناً يصيب ويخطئ... وقد تناقشنا طويلاً نحن أصدقاؤه في الديوانية عن سبب هذه الحالة الوجودية الفريدة من نوعها، ما بين التنظير والتطبيق... ولماذا لا يدفع حسابه عندما يخرج معنا في المطاعم والكافيهات، فهو أحادي القطب لا يؤمن بالمشاركة أصلاً... فلماذا لا يدفع حسابه؟

وبعد نقاش طويل توصلنا - بالأغلبية الساحقة - إلى أنه لم يحظ أبدا بموهبة تأمل الأشياء لوقت طويل، عدا اثنين من الأصدقاء اعتقدا أن التزام الصمت والطعن في النتائج هو أفضل الحلول!

عبدالمحسن نادراً ما ينام على أريكته التي يجلس عليها طوال اليوم... وهو جالس عليها الآن وأنا أكتب، وهو يرتدي دشداشة النوم ذات الخطوط البنية والبيج الفاتح، صينية الشاي والقهوة وما تبقى من عشاء الأمس، وتلفزيون ومباريات دوري الكون كله من اليابان حتى كندا، وثلاثة كتب على طرف الأريكة، وبقايا فراولة وقشر برتقال وبذور عنب.

والآن فليتفضل يخبرنا عبدالمحسن عن أسباب ظاهرة التحرش: إن الفتاة التي تخرج من بيتها وهي مرتدية ملابس «إغراء» تعتبر مثيرة، والمثيرة حسب لغة العلم والنظريات السلوكية تستدعي استجابة، وهذه الاستجابة هي التحرش.

لكل مثير استجابة، هذا هو قانون بافلوف...أو ثورندايك... بصراحة لم أعد أتذكّر! إن إلقاء اللوم على الرجل «المستجيب»، وتبرئة المرأة «المثير» هو قلب للحقائق.

حسناً تعالوا نتجرد من كل شيء... لا أقصد التجرد من الملابس، ولكن التجرد الأيدلوجي من الحركات النسوية والمدافعين عن المرأة، وحسابات التنوير والليبراليين والجيل الثالث من الإخوان المسلمين... تجردوا من كل ذلك... هيّا تجردوا و«أنا راح أسكر عيوني»!

التحرّش هو سلوك، حاله حال أي سلوك، الذي هو استجابة لمثير ما، فمثلاً: أن تشعر بالعطش فتذهب لتشرب الماء، تشعر بالجوع فتبحث عن الطعام... بس... بكل بساطة السلوك له طرفان، مثير واستجابة، والتحرش سلوك... فلا تلوموا الاستجابة وتجعلوا من المثير هو الضحية... وكما يقول إخواننا المصريين: اللي عنده معزة... يلمها... شكراً.

كان هذا رأي صديقي في ظاهرة التحرش... شكراً عبدالمحسن... لنعود للسطور.

عبدالمحسن صاحب مشروع صغير، خسر مع تداعيات فيروس كورونا، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من أنه يصبح «براند» في البلد، يكره النسويين والليبراليين وسائقي الديلفري الذين يتأخرون في طلب المطعم.

يحبّ السفر والعطر والقراءة والتنظير... والنساء... ولكنه لم يتزوج، لأسباب تتعلق بقضايا الإسكان وغلو الإيجارات.

منذ يومين أخبرنا أنه اتصل بعيادة نفسية قطاع خاص، لكي يحصل على استشارة نفسية، منذ فترة وهو لا يشعر أنه بخير... غال، سعر الاستشارة غال... هكذا قال وهو يتأفّف.

ها أنتم إخواني وأخواتي القراء بين يديكم رأي صديقي عبدالمحسن... ترى ما رأيكم في ما قاله؟ هل أنتم مع أم ضد؟ هل للمتحرش صفات وشكل محدد؟ هل للمتحرش به/ بها صفات وشكل محدد؟ هل للتحرش أماكن معينة؟ هل له عمر معين؟ هل التحرش أمر طبيعي؟ هل بالغ البعض في ردود أفعالهم؟ هل التحرش رغبة واستجابة؟ أم أنه اعتداء؟ أم قلة وعي، علم، دين، أخلاق؟ هل هو مقتصر فقط على الفتيات؟ ما أساس المشكلة ؟ وما سبب الظاهرة؟ لماذا الآن؟ ألم يوجد التحرّش في الأزمنة والسنين السابقة؟ هل يجب أن نشرّع له قوانين وأحكام؟ كيف تحلّ المشكلة؟ هل نطالب بموتهم؟ فلتصل الرسالة لأكبر عدد ممكن من الأهالي والأفراد من كلا الجنسين ولنحاول معاً الحد... القضاء على هذه الظاهرة.

شاركوني آراءكم حول الموضوع... قصصكم... قصص أبنائكم وبناتكم... أصدقائكم... اكتبوا لي على حساباتي الخاصة انستغرام أو تويتر.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي