No Script

حديث القلم

الكمام لوحده... غير كافٍ

تصغير
تكبير

في مقال لي سابق، ذكرت بشكل صريح ومباشر - موجهاً حديث قلمي إلى السلطات الصحية - بألا تعوّل على وعي الناس في مواجهة وباء كورونا، وطوال سنة كاملة من الأزمة، كان - ولا يزال - جزء كبير من الناس غير قادر على الانضباط وتحمّل المسؤولية، ومن لا يمكنه تحمّل المسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه فعليه أن يتلقّى أوامر صارمة ويطبقها، بل ويحاسب بشدة في حال انتهاكه لتلك الأوامر والتعليمات، فهو لا يفهم سوى هذه اللغة وبهذا الشكل، أما أن ترمى الكرة في ملعبه، ويتم الاكتفاء بالتوصيات، فلن نجني من ذلك إلا المزيد من حالات الإصابات، وتدهور الحالة الصحية في البلاد.

في الواقع... من كان يتحايل على أجهزة الدولة في وقت الحظر الجزئي أو الشامل، ويستخرج لنفسه تصريح خروج كاذباً، هو نفسه اليوم لا يتورع عن انتهاك التعليمات الصحية، ويقيم ولائم العشاء والمناسبات الاجتماعية، وكأننا في ظروف طبيعية أو كأننا انتهينا للتو من كارثة كورونا وتجاوزناها.

هذه الممارسات يدفع ثمنها الجميع الملتزم وغير الملتزم بالاشتراطات الصحية، وأنا أكرّر هنا مرة أخرى: لا يجب أن يترك الأمر بهذا الشكل وتحت التصرف الشعبي أو المجتمعي، أو بالرهان الخاسر على تفاعل الناس واستجابتهم والتزامهم، فلن أبالغ إذا ما قلت إن غالبية الناس غير ملتزمين، ولهذا كان انتشار الوباء سريعاً ومتصاعداً في الأيام الأخيرة، فإمّا أن تصعّدوا في لغة الخطاب الإعلامي التوعوي، وإمّا أن تردعوا غير الملتزمين الذين وصل ضررهم إلى كل المجتمع، بسبب عدم انضباطهم وتعجّلهم في العودة إلى حياتهم الطبيعية أو حياة ما قبل كورونا، وبالتالي لن يتم تجاوز الأزمة بهذا الشكل، أو - لأكون واقعياً أكثر - سيتم تجاوزها، ولكن بخسارة لم نكن نتمناها.

أتمنى أن يشعر الجميع بالمسؤولية الملقاة عليهم، خصوصاً من خلال التوقف والكفّ عن إقامة المناسبات الاجتماعية ذات الحضور الكثيف، فكم فرد قد يتضرر بسببكم، وكم عائلة سوف تفقد عزيزاً بسبب مناسباتكم، فقط اشعروا بالمسؤولية وكونوا أهلاً لها، التزموا حتى نسعد جميعاً في النهاية.

وخزة القلم: الإخوة في وزارة التجارة... هناك العديد من المحال التجارية في مدينة صباح الأحمد البحرية، أو ما تسمى لؤلؤة الخيران، يبيعون بأسعار مختلفة عن الأسعار التي تباع بها السلع نفسها في (الديرة)، بحجة أنهم في الخيران!

هذا الأمر غير مبرر وغير مقبول، وهو استغلال للمستهلك والتفاف على قوانين وزارة التجارة، فمسافة ساعة واحدة من العاصمة إلى الخيران لا تعطيك الحق في استغلال الناس بهذا الشكل البشع!

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي