No Script

إطلالة

4000 سلالة من «كوفيد 19» المستجد!

تصغير
تكبير

لم نتوقّع يوماً أن العالم سيواجه نحو 4000 سلالة من الفيروس، الذي يسبب مرض كوفيد 19 المستجد، فقد تفاءلنا خيراً حينما قلّت أعداد المصابين، وشفي الكثيرون من هذا البلاء إلا أن الأوضاع لم تدم طويلاً بل انعكست سلباً، فبريطانيا أعلنت صراحة أن سلالات الفيروس موجودة عندها، وقد تلجأ إلى المراوغة والتحور من جديد، رغم تنوّع عملية إنتاج اللقاحات الأخيرة، والبدء فعلياً في عمليات التلقيح.

لذلك لجأت الشركات المتخصصة لبرنامج تحسين منتجاتها، في محاولة منها لتدارك الخطر القادم، الذي قد يُنهي معظم سكان الأرض، فالسلالات المتحورة من فيروس كورونا تجوب العالم، وعلماء الطب والباحثون في سباق مستمر لتحسين اللقاحات الموجودة في مختبرات العالم، أمام توثيق آلاف السلالات مع تحور الفيروس، والتي يطلق عليها «البريطانية - الجنوب أفريقية - البرازيلية»، وهي الأكثر فتكاً والأسرع انتشاراً من غيرها.

وهناك آراء طبية تفيد أن اللقاح الحالي من المستبعد ألّا يكون فعالاً مع السلالات الأخرى المتحورة، في حين تبحث شركات «أكسفورد وموديرنا وفايزر» المشهورة نحو تحسين منتجاتها المعتمدة عالمياً، لكي تكون مستعدة لأي سلالة متحورة جديدة من مجموع الـ 4000 نوع مختلف حول العالم في الوقت الحالي، فما نشاهده حتماً بمثابة صراع حقيقي بين سلالات الفيروس والشركات المصنعة، إلا أن النتائج الإيجابية لهذه اللقاحات المكتشفة قد حدت من انتشار السلالات المتحورة على نطاق واسع، بيد أن هناك دولا لا توجد بها إصابات أساساً مثل كوريا الشمالية، ولكنها بحاجة فعلية إلى شراء هذه اللقاحات الجديدة احتياطياً مع الأخذ في إجراءاتها الاحترازية المشددة.

في ما تقود الأمم المتحدة مبادراتها المشتركة لخطة التوزيع العادل، لهذه اللقاحات المتطورة لجميع دول العالم بالتعاون مع التحالف العالمي من أجل اللقاحات (جافي)، ومنظمة الصحة العالمية والتحالف ضد الأوبئة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، والسؤال هنا: هل فكرة خلط اللقاحات التي يهدف إليها الباحثون في المختبرات الطبية العالمية هي الحماية نفسها التي يحققها اللقاح الواحد، أم أنها هي الأفضل على الإطلاق؟ وهل الأشخاص المطعّمين بالجرعة الأولى هم بحاجة إلى اللقاح نفسه الذي حصلوا عليه في الجرعة الأولى، أي هل من الممكن إعطائهم لقاحاً مختلفاً، أم أن اختلاف اللقاح سيدمر صحته تلقائياً؟!

نعم هناك الكثير من التساؤلات، التي تجعلنا نقف حائرين وربما ندخل في جدل عقيم عند الحديث عن مستقبل تلك اللقاحات المطورة طبياً، وعن كيفية إمدادها وتوصيلها حول العالم مع تدخل الأمم المتحدة. وبالتالي نرى أن العالم حصل على حماية أكبر ضد متغيرات السلسلة المتحورة من كوفيد 19.

وفي ضوء هذا الانتشار المريب حذّرت خبيرة بريطانية من مغبّة انتشار سلالة فيروس كورونا الجديدة، التي اكتشفت أخيراً في مقاطعة «كنت» البريطانية للمرة الأولى، إذ على الأرجح أن تنتشر هذه السلالة في جميع أنحاء العالم في وقت قصير، وستستمر إلى أعوام مقبلة، ولكننا عندما ننتصر عليه يتحول إلى فيروس غير خبيث ولا يسبب المرض، وبالتالي لا قلق في شأنه حينما نواصل متابعة سلالاته الجديدة في المستقبل، فالعمل على تنظيم تسلسل تحوراته قد يكون مطلوباً لمدة 10سنوات مقبلة، لا سيما وأن السلالة المتحورة المكتشفة في «كنت» بريطانيا، قد ظهرت في أكثر من 50 دولة حول العالم حتى الآن، ويرجّح السبب لقوة انتشارها السريع،وقابلية اكتساحها على مدى الأشهر المقبلة حول العالم!

إن مؤشرات ارتفاع فيروس كورونا اليوم مقلقة جداً، كونها في ارتفاع مستمر والمنحنى الوبائي نراه خطيراً للغاية، وبالتالي اتّخذت دول العالم العربي والعالم الغربي جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية والبروتوكولات المعتمدة بشدة قصوى، من خلال إعادة إيقاف المنفذ الجوي والبري، وإيقاف نشاط السياحة أولاً ثم إيقاف جميع المناسبات والحفلات العامة والخاصة، واتّخاذ إجراءات مشددة لكافة التجمعات البشرية في المناسبات الاجتماعية خصوصاً ما يدور في المولات التجارية والمطاعم والمقاهي، وإيقاف جميع الأنشطة العامة والفعاليات الترفيهية الداخلية، ثم إغلاق دور السينما والمساجد ودور العبادة وبسط الرقابة على تجمعات الجنائز في المقابر وفي إجراءات المزاد لأسواق السمك واللحوم والخظار والطيور وغيرها. وهي بالطبع إجراءات احترازية مشددة، حماية للبشر، ومنعاً من انتشار فيروس كورونا المتحور، بعد الأرقام المخيفة من ارتفاع الحالات من جديد إلى 56 في المئة! حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي