No Script

أضواء

«الجنائية الدولية» تفضح الصهاينة

تصغير
تكبير

رغم أن القرار جاء متأخراً عقوداً طويلة، فقد أصاب الصهاينة المحتليّن فلسطين بالهوس، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية منذ أيام قليلة مضت، قراراً تاريخياً يقضي بولاية المحكمة قضائياً على جرائم حرب أو فظائع ارتكبت في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يسمح لها بإجراء تحقيقات عن تلك الجرائم والممارسات، التي يرتكبها الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، استناداً إلى إفادة المدعيّة العامة للمحكمة فاتو بنسودا في العام 2019 بأن (هناك أساساً معقولاً للاعتقاد بأن جرائم حرب ارتُكبت أو تُرتكب في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة).

وبادر رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو - المُلاحق قضائياً من كيانه - فور صدور القرار إلى اعتبار المحكمة هيئة سياسية وليست قضائية، وأن كيانه سيحمي كل مواطنيه وجنوده من المقاضاة، واعتبر القرار معادياً للساميّة كالعادة عندما يفتضح أمرالصهاينة وتوجّه أصابع الاتهام إليهم.

حاول نتنياهو التباهي بديموقراطية كيانه، في معرض رده على قرار المحكمة الجنائية، وكأن الأنظمة الديموقراطية فوق القانون والملاحقة القضائية. والمعروف - خلافاً لذلك التبجّح - أن الكيان الصهيوني هو الوحيد في عالم اليوم الذي يمارس سياسة عنصرية ضد سكان أراضٍ محتلة، لا تختلف عن السياسة العنصرية التي كان يمارسها نظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا ضد السود، ولم تتحمّل دول العالم التعامل معه بما فيها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، باعتباره وصمة عار في جبين العالم المتحضَر، الأمرالذي أدّى إلى إنهاء وجوده وإعادة الحق لأبنائه من الأفارقة السود.

الكيان الصهيوني يدرك تماماً خطورة كونه نظاماً عنصرياً منافياً للمعايير الديموقراطية التي يتباهى بها، وهو يتعرّض من وقت لآخر إلى انتقادات لاذعة من دول العالم، على ممارساته العنصرية وجرائمه ضد الإنسانية، ولهذا تجده يحاول التطبيع مع الدول العربية، لتجاوز هذا الهمّ الذي يلاحقه معتقداً أن التطبيع صك براءة من جرائمه، ناهيك عن فك عزلته التي يعتبرها أشدّ افتضاحاً لعنصريته، وأشد نكاية به من الحروب العسكرية.

جمهورية أيرلندا - مع أنها بعيدة عن منطقتنا العربية - تعتبر من أعنف الدول الأوروبية انتقاداً للكيان الصهيوني، وتعتبر نموذجاً في التصدي لجرائم الصهاينة، حيث أصدرت قوانين تجرّم التجارة مع المستوطنات الصهيونية، وتحث الدول الأوروبية على المقاطعة، ونحن كعرب من باب أولى أن نكون أكثر إدراكاً من الأيرلنديين وأخبر بجرائم الصهاينة منهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي