No Script

خواطر صعلوك

أزهى عصور «التحرّش»!

تصغير
تكبير

موسوعة ويكيبيديا تعرّف التحرش على أنه مُضايقة، أو فعل غير مرحّب به من النوع النفسي أو الجنسي أو اللفظي أو الجسدي، يتضمّن مجموعة أفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة، التي من الممكن أن تتضمّن التلفّظ بتلميحات مسيئة. فقد قامت مجموعة من الشابات في الكويت، بإطلاق حملة ضد التحرش منذ أسبوعين تقريباً. وكخطوة أولى وجدت لها أصداء في «السوشيال ميديا»، وتفاعل بعض المنظمات، وبداية لنقاش مجتمعي.

أكدت الباحثة في «هيومن رايتس ووتش» روثنا بيغوم أن النساء يحاولن الحديث عن أمر في بلد كغيره من دول الشرق الأوسط، لا يعتبر التحرّش مشكلة كبيرة وتتخوف الكثيرات من إلحاق العار بعائلاتهن ما يجبرهن على التزام الصمت. وأوضحت أن «نشر هذه الشهادات أمر بالغ الأهمية ليعطي الكويتيين فكرة عن التحرش، والضرر الفظيع الذي يتسبّب به»، أما «وكالة فرانس برس» فقد اعتبرت أن الحملة تحدي النساء لـ «التقاليد المحافظة» وثقافة «العيب».

وأعربت السفارة الأميركية لدى الكويت عن دعمها للنساء، حيث إن الفيديو الذي نشرته آسيا الفرج، المؤثرة الكويتية المعروفة، لمكافحة التحرش، جاء على غرار حركة «أنا أيضاً» التي انتشرت بشكل كبير في الولايات المتحدة في العام 2017، وقالت السفارة في «تويتر»: «حملة تستحق الدعم، يمكننا جميعاً فعل المزيد لمنع التحرش ضد المرأة سواء في الولايات المتحدة أو في الكويت # لن_أسكت».

وأجرت الزميلة في «القبس» بيبي الخضري تقريراً صحافياً جريئاً ومصوراً في الشارع. وعلى غرار هذه الحملة المقامة في الكويت الآن، كانت هناك حملة في مصر بدأها المجتمع المدني في 2006 تقريباً، ولكن المشكلة أنها ركّزت على تشريع القوانين التي تجرّم التحرش، وفقدت الاهتمام بإشراك الجمهور، فكانت النتيجة أن وصل الموضوع لحالة من الركود وزيادة التحرش كردة فعل في 2008 و 2009.

في أواخر عام 2009 ظهرت مبادرة من إحدى المتطوعات لكي يتم فيها وبسرية تامة من خلال الإنترنت، وعن طريق الرسائل النصية القصيرة، وكانت هذه فرصة لإشراك الجمهور في هذه القضية، وتم من خلال ذلك عمل «خريطة للتحرش» تحدّد الفجوات والمناطق التي يزيد فيها التحرش، ونشر التوعية فيها.

في عام 2010 تم إنتاج فيلم مصري «678» تتمحور حبكته حول قضية التحرش الجنسي في مصر من خلال قصص واقعية، حصل الفيلم على 11 جائزة عربية وعالمية. وتمّ إطلاق خريطة التحرش في ديسمبر 2010، بالتزامن مع عرض الفيلم، الذي شكّل علامة فارقة في تناول السينما لقضية التحرش الجنسي. نقطة البدء هي استخدام تكنولوجيا الإبلاغ ووضع الخرائط لدعم جهود تعبئة المجتمع في الواقع، والتوقّف عن خلق أعذار للجناة وإقناع الناس بالحديث والتصرّف ضد التحرش الجنسي. وعلى مدار السنوات الأخيرة تطوّر التحرش الجنسي من كونه موضوع تابو إلى موضوع تتمّ مناقشته على نطاق واسع.

عزيزي القارئ، إذا دخلت على موقع «خريطة التحرش»، ستجد أنهم يصنفونه إلى أشكال ومستويات: النظر المتفحّص: التحديق أو النظر بشكل غير لائق إلى جسم شخص ما.

التعبيرات الوجهية: عمل أي نوع من التعبيرات التي تحمل اقتراحاً ذا نوايا سيئة. الندءات (البسبسة): التصفير، الصراخ، الهمس، وأي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية.

التعليقات: إبداء ملاحظات جنسية عن جسد أحدهم، ملابسه أو طريقة مشيه/ تصرفه/ عمله، إلقاء النكات أو الحكايات الجنسية، أو طرح اقتراحات جنسية أو مسيئة.

الملاحقة أو التتبع: تتبع شخص ما، سواء بالقرب منه أو من على مسافة، مشياً أو باستخدام سيارة، بشكل متكرّر أو لمرة واحدة، أو الانتظار خارج مكان عمل/ منزل/ سيارة أحدهم.

الطلبات المستفزة: طلب رقم الهاتف، الإلحاح على طلب «سناب»، دعوات لتناول العشاء أو اقتراحات أخرى قد تحمل طابعاً جنسياً بشكل ضمني أو علني.

الاهتمام غير المرغوب به: التدخّل في عمل أو شؤون شخص ما، من خلال السعي لاتصال غير مرحب به، الإلحاح في طلب التعارف والاختلاط، أو طرح مطالب جنسية مقابل أداء أعمال أو غير ذلك من الفوائد والخدمات، وتقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية، أو الإصرار على المشي مع الشخص أو إيصاله بالسيارة إلى منزله أو عمله رغم رفضه.

التحرّش عبر الإنترنت: القيام بإرسال التعليقات، الرسائل و/ أو الصور والفيديوهات غير المرغوبة أو المسيئة أو غير لائقة عبر الإيميل، الرسائل الفورية، وسائل التواصل الاجتماعي، المنتديات، المدونات أو مواقع الحوار عبر الإنترنت. المكالمات الهاتفية: عمل مكالمات هاتفية أو إرسال رسائل نصية تحمل اقتراحات أو تهديدات جنسية.

اللمس: اللمس، التحسس، النغز، الحك، الاقتراب بشكل كبير، الإمساك، الشدّ، وأيّ نوع من الإشارات الجنسية غير المرغوب بها تجاه شخص ما.

التهديد والترهيب: التهديد بأي نوع من أنوع التحرّش الجنسي أو الاعتداء الجنسي بما فيه التهديد بالاغتصاب.

في الختام فإن ما ينبغي أن يقال في آخر الكلام ينبغي ألا يقال أوله... نصيحة للشابات القائمات على حملة التحرش في الكويت، اشركن الجمهور معكن، ولا تكونن ردة فعل، ولا تسعين لتشريع القوانين قبل نشر الوعي الاجتماعي الكافي والتضامن المجتمعي نحو الظاهرة... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

قصة قصيرة:

خبر من «فرانس برس»: بسبب «كورونا» ـ نساء فرنسا يواجهن التحرش والاعتداءات الجنسية.

خبر من الكويت: لم تصعد أي امرأة إلى كرسي مجلس الأمة.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي