No Script

رسالتي

ماكلين... شاربين... نايمين !

تصغير
تكبير

قد تمُرّ بجانب حظيرة لتربية الأغنام، فترى غنماً سميناً، قد هيأ له صاحبه أحسن المأكل والمشرب والمأوى، ووضع لها كلباً لحراستها وحمايتها من الذئاب أو اللصوص. فيعجبك المنظر وتقول: هنيئاً لهذه الأغنام بهذا المكان.

وتتناسى أن هذه الأغنام لا تملك من أمرها شيئاً، فهي لا تتحكم في طعامها أو شرابها، أو وقت خروجها من الحظيرة أو دخولها، ولا تملك أن تمنع الراعي من أخذ حليبها، أو جزّ صوفها، أو أخذ صغارها بعيداً عنها، كما أنها في النهاية تنقاد مرغمةً إلى مكان ذبحها وسلخها، فعلى أي شيء تحسدها ؟

في بلادنا فئة من الناس تردد دائماً (احمدوا ربكم: ماكلين... شاربين... نايمين)، خصوصاً عندما يكون هناك نقد من بعض المواطنين لأخطاء الحكومة !

وهذه الفئة في اعتقادي تنقصها الحصافة، وأصبحت حكومية أكثر من الحكومة !

فانتقاد الحكومة على أخطائها، والتي قد يكون بعضها كارثياً، لا يعني بالضرورة أن هذا المواطن جاحد للنعمة، أو كاره لوطنه.

فمعظم المواطنين يدركون أن الحياة والمعيشة في الكويت، أفضل مليون مرّة من الحياة في غيرها من البلاد العربية والأجنبية، والتي لا يتمتع مواطنوها بأدنى مستوى من المعيشة أو الكرامة الإنسانية.

لكن ذلك لا يعني أن تُكمم الأفواه، أو يتم السكوت عن الباطل، أو يُمنع الناس من تقديم النصيحة. فالنقد البناء يساهم في الانتباه إلى الأخطاء، والعمل على تصحيحها وعلاجها. ويساعد المسؤول الحكومي على تحسين الأداء، وزيادة الإنتاج ووقف الهدر في المال والجهد والطاقات. إن أصحاب مقولة (ماكلين... شاربين... نايمين)، دائماً ما يقارنون الأوضاع عندنا بأوضاع البلدان البائسة، والتي قد تعاني الفقر والصراعات والقمع، لكنهم يتغافلون أو يحاولون التعامي عن بلدان أخرى مساحة الحرية فيها أكبر، ومحاسبة المسؤول أعظم، ومعاقبة سُرّاق المال العام أشد، وتنمية الموارد أفضل !

قام رجل إلى عمر بن الخطاب فنصحه وشدّ عليه بالقول، فاستنكر بعضُ الجالسين كلامَ الرجل وأسلوبه فقال لهم عمر: (لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها).

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي