No Script

حروف نيرة

نهاية بني إسرائيل

تصغير
تكبير

أفاض الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل بالنعم العظيمة، وآتاهم ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، ورغم ذلك عصوا وأفسدوا في الأرض، فما كان سبحانه قاسياً عليهم لمّا كتب عليهم أن يتفرّقوا في الأرض، قال تعالى: (اسْكُنُوا الْأَرْضَ) فالسكن في الأرض هكذا دون تقييد بمكان معين، يعني تشتتوا فيها أشتاتاً، كما قال تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً) بمعنى فرّقناهم في الأرض ومزقناهم فيها طوائف، فنراهم مُتفرّقِين في شتَّى البلاد، فقد حكم الله عليهم بالتفرُّق، وعاشوا في ذُل وامتهان في كلِّ أنحاء العالم.

ثم أوحى إليهم تعالى بفكرة التجمُّع في وطن ليس لهم، لحكمة عظيمة؛ لأنّهم لو بقوا جاليات متفرّقة في كل دول العالم صعب على المسلمين مواجهتم بقوة، ففي تجميعهم تيسير لمحاربتهم، وها هم قد انتقلوا في هجرات متتالية من كل دولة إلى فلسطين، حيث قام المحتلون بجلب المهاجرين اليهود من شتى الدول، وجلب الأموال والمساعدات من الدول الأخرى أيضاً؛ لأنّهم جماعة ضعيفة لا تستطيع أن تعيش إلا بالمهاجرين إليها وبالمعونات التي تأتيها، وصار لليهود اليوم وطن قومي في العالم، ولهم نفوذ وكلمة مسموعة... ولكنّه اجتماع لن يدوم، وقوتهم مصيرها الدمار.

حيث يسلّط الله عليهم عباده المؤمنين ويحدث القتال الذي يستعيد فيه المسلمون بيت المقدس، فتكون نهاية الكيان الصهيوني في اجتماعهم، ليتحقق وَعْد الله بالقضاء عليهم وتدميرهم.

فالآية الكريمة: (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا)، اختصرت كل خطواتهم من البداية حتى النهاية، حيث سكنوا متفرقين في بقاع متعددة، ثم يجمهعم الله تعالى في بقعة واحدة لتقوم الحرب والهزيمة في آخر الزمان.

@aaalsenan

aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي