No Script

مشاهدات

إدارة المخاطر والأزمات... وأهميّتها في حياتنا

تصغير
تكبير

بعد مرور عام - شاق وصعب بسبب تفشّي وباء كورونا في دول العالم عامةً وفي الكويت تحديداً - تفاءلنا خيراً بعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً خصوصاً عند البدء في حملة التطعيم، وبانخفاض القيود التي فرضها الوباء، وعودة الناس إلى ممارسة حياتهم الطبيعية ومزاولة أنشطتهم التجارية، مع اتباع وسائل السلامة الشخصية.

ولكن للأسف فوجئنا مرة أخرى بازدياد أعداد المصابين بالفيروس، وخوفاً من انتشاره وحفاظاً على الأرواح اتخذت السلطة التنفيذية قرارات جديدة صارمة، بناءً على توصية السلطة الصحية . ونحن كشعب ومقيمين لا نملك خياراً غير الالتزام بتنفيذ قرارات السلطة، واتباع وسائل وتدابير السلامة الشخصية للحفاظ على الصحة العامة. وللعلم هناك قصور وأخطاء يجب تفاديها، والتي بسببها انتشر الوباء مرة أخرى، ومن أهمها فتح الحدود البرية والجوية وعودة المواطنين والعاملين والزائرين، وكذلك سفر أبنائنا اللاعبين في المنتخب مع المسؤولين لإقامة مباريات ودية استعداداً لتصفيات كأس العالم.

فكل ذلك قد يكون سبباً في عودة الوباء وانتشاره مرة أخرى، وكانت هذه الأمور من الأخطاء التي وقعت فيها السلطة الصحية، والتي كان من الواجب عليها عدم التهاون أو المجاملة في المحافظة من أجل سلامة الإنسان، وتلافي أوجه القصور والسلبيات، كما يجب محاسبة من قام بتزوير الشهادة الصحية إن كان مواطناً، وإبعاده إن كان وافداً، ويجب تطبيق الحجر المؤسسي الإلزامي لكل من يدخل الكويت من المنافذ، مسؤول كان أو موظف أو زائر ومن دون استثناءات. إن إدارة المخاطر والأزمات فن ومطلب لا بد من تفعيله والاستفادة منه، من جانب الأفراد الذين لهم اهتمامات في هذا الأمر، وخير مثال على ذلك ما حدث إبان الغزو العراقي سنة 1990، وكذلك بعد التحرير بسنوات حينما قام الشيخ صباح جابر العلي - عند ترؤس مؤسسة الموانئ الكويتية - بتطبيق فكرة جديدة وهي (فرق إدارة الأزمات).

إن إدارة الأزمات فن وتخطيط سليم وبعدُ نظرٍ لأحداث استثنائية، وهي في المقام الأول تعتمد على أبناء الوطن، ثم المقيمين الشرفاء . فأبناء الوطن، يشكّلون الركيزة الأساسية في التنمية لكل أمة في جميع الأوقات خصوصاً في الأزمات، فمؤسسات الدولة لا تتوقف أعمالها بسبب غياب مجموعة من موظفيها . فالكارثة الصحية التي حدثت بسبب وباء كورونا، لم تقابل بتدابير لإدارة مخاطرها، إلّا المواقف المشرفة التي قام به المتطوعون، الذين بلغت أعدادهم الآلاف. حيث إن النقص في كافة القطاعات الإدارية والفنية والطبية بإمكان المواطنين والمقيمين المحبين للكويت القيام بها . كما كان بالإمكان عدم إغلاق الصالونات، والسماح لها بالاستمرار في تقديم خدماتها، وكذلك أنشطة الأندية الرياضية، أسوة بالأنشطة الأخرى، مع القيام بمتابعتها من قِبَلِ مفتشين ينتمون إلى السلطة الصحية، للتأكد من صحة قيامها بتطبيق الإجراءات الصحية، ومحاسبة الأطراف التي لا تلتزم بها.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله ربّ العالمين .

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي