No Script

ربيع الكلمات

التعاقب القيادي... و«كل شيء تمام يافندم» !

تصغير
تكبير

«إن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين، هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر». غازي القصيبي.

من الكتب الجميلة التي قرأتها كتاب «من جيد إلى عظيم»، لمؤلفه جيم كولينز، حيث المؤلف قام بجهد بحثي كبير وخلال خمس سنوات قام بمراجعة أكثر من 1400 شركة، وليخرج 11 شركة منها أصبحت عظيمة، وذلك من خلال فريق مكون من 17 فرداً، بهدف الوقوف على الأسباب التي تجعل الشركات تنتقل من المستوى الجيد إلى المستوى العظيم.

الدراسة بيّنت أن الشركات التي حققت نتائج عظيمة، كان خلفها قادة متميزون ومتواضعون ولديهم إصرار على النجاح، إذاً التواضع مع الإصرار على النجاح، هما السمتان الظاهرتان في هؤلاء القادة، كما بيّنت الدراسة، وأنهم لا ينسبون النجاح لأنفسهم وإنما للفريق بينما ينسبون الفشل لأنفسهم.

ومن أهم الأعمال التي قفزت بالشركة إلى المستوى العظيم هو اختيار فريق العمل.

القادة لا يبدأون بالاستراتيجية بل باختيار فريق عمل، وهذا الفريق يستطيع توجيه الشركة في الاتجاه الصحيح ويستطيع مواجهة التحديات.

وكما يقول بيتر دراكر: «ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته»، فإن التركيز المفرط على القياس وكثرة الأوراق من دون النظر إلى العمليات أو الجهود التي تحقق النجاح للمؤسسة، هو جهد ضائع. فلا يمكن أن تدخل سباق الماراثون من دون استعداد.

ولا أن تتعلم السباحة بطريقة نظرية، ولن تنجح في الاختبار إن لم تستوعب المادة جيداً.

والنجاح متاح للجميع، ولكن يحتاج إلى قرار صادق ومبادرة وعمل دؤوب.

وكما يقول ستيفن كوفي: «بدلاً من أن تبادر بالهجوم على الشخص الناجح، بادر في أن تصبح أكثر نجاحاً منه، ذلك هو الفرق بين الحقد والطموح».

والمؤسسات التي تدار بقدر كبير من المهنية تجد هناك وضوحاً كبيراً في التعاقب القيادي، والصف الثاني يتم اختياره على أساس الكفاءة وليس الولاء، ولا يتم توزيع المناصب كفواتير لبعض المواقف و«كل شيء تمام يافندم»، ومشكلة المؤسسات التي تخفي الحقائق ستسقط عاجلاً أم آجلاً، وخير مثال ما حدث لشركة «إنرون» التي كانت إحدى أكبر شركات الطاقة الأميركية، وأعلنت إفلاسها في سنة 2001، حيث كان كبار المديرين التنفيذيين يقدمون أرقاماً غير صحيحة ما أدى إلى إفلاس الشركة وانهيار أسهمها وإلى فصل نحو خمسة آلاف موظف، وفقد أصحاب المعاشات وصغار المساهمين مدخراتهم التي استثمروها في أسهم المؤسسة.

وبيئات العمل الصحية تتحقق حينما يعرف كل موظف ما هو مطلوب منه، لأن كل شيء منظم، وصدق الدكتور غازي القصيبي عندما قال: «الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور، على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده».

الإداري الناجح هو الذي يشخص بطريقة صحيحة ثم يقدم الحلول دون مجاملة لأحد، ويقول جاك ويلش: «إذا لم تستطع أن تغير الناس فغير الأشخاص، وإذا اخترت الأشخاص المناسبين وأعطيتهم الفرصة لفرش أجنحتهم ومكافآت مناسبة فلن تحتاج لإدارتهم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي