No Script

إطلالة

«Joe‚ you Know I Won...»

تصغير
تكبير

«Joe‚ you Know I Won...»، تلك هي الكلمات التي اختتم فيها دونالد ترامب رسالته الموجهة لسلفه الرئيس الحالي جو بايدن، في تاريخ 20 يناير 2021 بعد أن أنهى مشواره الرئاسي للولايات المتحدة، ورحل مجبراً وحزيناً من مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض، مذكّراً الرئيس بأنه هو الفائز مهما كانت نتائج الانتخابات، ولا نعلم ماذا يقصد إذا كانت الانتخابات وفق مزاجه المتقلب، فالجميع يعلم أن الانتخابات الرئاسية قد جرت بشفافية ورقابة عالية، وفق إجراءات ديموقراطية رائعة، ولكن يبدو أن ترامب كانت له مآرب أخرى، جاءت من خلال نشر الفوضى والتخريب في مبنى الكابيتول.

وبالتالي سيدفع ترامب وأنصاره الثمن باهظاً عند قدوم موعد محاكمتهم، وفي مقابل ذلك لم يتمالك الرئيس جو بايدن نفسه بالرد على رسالته، حيث صرح للصحافيين بعد أداء القسم الافتراضي في البيت الأبيض، قائلاً: لن أتحدث عنها حتى أتحدث معه شخصياً، ولكنها كانت سخية جداً! هذا وقد تعهّد الرئيس جو بايدن بطرد أي موظف يقلل من احترام زميله في الإدارة، وإنه سيعمل من أجل إعادة الاحترام للحكومة الأميركية، بعد أن كان هذا الأمر مفقوداً، أيام ولاية دونالد ترامب خلال السنوات الأربع الماضية، مضيفاً: من يخالف ذلك فسيطرد من الإدارة فوراً. اليوم وبعد أن سيطر الديموقراطيون على مجلس الشيوخ، وأدّى الرئيس بايدن اليمين الدستورية، سيبدأ الحزب الديموقراطي بانتهاج سياسات جديدة مغايرة لسياسة ترامب، تشمل حزمة إنقاذ جديدة لأمة تكافح فيروس كورونا المستجد، بعد خسارة الكثير من أرواح الشعب الأميركي، وهي جزء رئيسي من أولويات إدارته الجديدة، وهناك سلسلة من الأوامر التنفيذية من بينها إنهاء مفاعيل القرارات الفوضوية، التي اتخذها سلفه مثل العمل على إنهاء الحظر المفروض على دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وتعزيز حماية بيئة الولايات المتحدة، من خلال تشديد إجراءات الوقاية من كوفيد 19 المستجد.

لقد غادر الرئيس السابق دونالد ترامب البيت الأبيض بشكل مقتضب، وذلك قبل ساعات من انتهاء ولايته يقول عنها أربع سنوات رائعة، بها الكثير من الإنجازات معاً، مضيفاً بأنه سيعود إلى البيت الأبيض بطريق أو بأخرى، ولكنه في الواقع لن يتحقق حلمه بعد أن تجاوز كل الأعراف خلال فترة ولايته، ورفض حتى الاعتراف بهزيمته لأكثر من شهرين، من دون أن يلتقي بخلفه أو يحضر حفل تنصيبه لأداء اليمين الدستورية لمنافسه جو بايدن، فلم يهنئه بالفوز أبداً وهو بالطبع أمر مخالف وغير مسبوق منذ 150 عاماً، وبالتالي لم يكن في وداع دونالد ترامب كبار الشخصيات السياسية وقادة الجمهوريين بمن فيهم نائبه مايك بنس! رغم أن ساعات المغادرة من واشنطن تميّزت بصدور مجموعة إعفاءات مهمة، وتم تخفيف العقوبات عن المتهمين الآخرين في نهاية عهده، هروباً من المساءلة قبل التحقيق المقبل، فالرئيس السابق ترامب قد دخل في عداوة مع العديد من قادة الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له أثناء أحداث الكابيتول، الأمر الذي أجبره بالاعتذار علناً، وبالتالي نرى أن شعار حملته الانتخابية make America great again، أي لنحافظ على عظمة أميركا الحرة كان زيفاً ولم يحقق منه شيئاً، أين وعده بأن يعيد لأميركا عظمتها بأسلوبه التهريجي الذي أدخل الولايات المتحدة بمراحل فوضوية عارمة، لم تتناسب بتاتاً مع سمعتها ومكانة بلاده، ولا تليق بمقام الرئاسة العظمى.

فترامب فشل في احتواء الكثير من الملفات المهمة، التي تهم الشعب الأميركي بدءاً من الملف الصحي، حيث فشل فريقه في مواجهة كورونا، بعد أن شنّ العداوة مع منظمة الصحة العالمية، ومع علاقته بالصين، وبسبب مواقفه المتضاربة فشل في استصدار أي تشريعات جديدة، مثل إقرار قوانين تخص الاقتصاد والهجرة والحدود وغيرها، بل كان دائماً يمارس عملية التحريض العنصري ضد الأميركيين السود، لذلك استمرار فشله في سياساته الداخلية والخارجية، جعله يرفض الاعتراف بخسارته في الانتخابات الرئاسية والإقرار بهزيمته، ورفض واقع النتائج حتى تراجعت شعبيته تدريجياً لتصبح الأدنى في تاريخ الرؤساء الأميركيين، إلى أن جاء اليوم الأسود، الذي خرج فيه وحيداً من البيت الأبيض، ولكن رغم تصرفاته الحمقاء إلا أن الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن بقي شامخاً في خطاباته، التي أعطت الديموقراطية حقها في كل مناسبة، بل دعا إلى تعزيز الحزبين معاً حول دولة الدستور والمؤسسات في المرحلة المقبلة.

ولكل حادث حديث.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي