No Script

وجع الحروف

محمد بن سلمان وإستراتيجية الرياض!

تصغير
تكبير

كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق إستراتيجية مدينة الرياض، قائلاً: «... نستهدف أن تكون الرياض من أكبر اقتصاديات مدن في العالم بحلول 2030»... هذه الرؤية حسب ما عرفناه وما نقرأ عنه وندرسه، («الراي» عدد الجمعة الماضية).

هنا نقف ونرفع القبعة، حيث نجد الربط بين الإستراتيجيات، «آلية تنفيذ توصل لرؤية المملكة 2030»، ويتّضح هدف الرؤية: «أن تكون الرياض من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم»، ووضحت المشاريع المنبثقة من الإستراتيجية محددة بعامل زمني وبتكلفة واضحة.

نريد أن نتعلم كيف يصنع القادة المستقبل: رؤية قابلة للتطبيق، صناعة قرار، توفير موارد بشرية ومالية وفق لغة الأرقام التي تتيح لصائغ الرؤية من المتابعة للتنفيذ وفق الجداول الزمنية المحددة ومقارنة لاقتصاديات مدن العالم العشرة.

تعلمنا أن القيادي هو من يصنع التاريخ، ومن يرسم الخطوط العريضة عبر بيوت استشارية وكوادر احترافية، تقود عملية تنفيذ المشاريع الكبرى الموصلة لتحقيق الأهداف المرسومة، وذلك حسب ما نصّت عليه المراحل الإدارية الإستراتيجية الثلاث (التخطيط الإستراتيجي، التحليل بشقية الداخلي «مصادر القوة والضعف»، والخارجي «مصادر التهديدات والفرص»، مراجعة الرؤية)، والثانية مرحلة التنفيذ والمراقبة و اتخاذ القرارات التصحيحية في حينها، ومن ثم الثالثة التقييم والعودة إلى المرحلة الأولى لتعديل الرؤية ومكوناتها الأخرى.

المثال السعودي الطيب أمامنا واضح... فهل نتعلم من أخطائنا؟

لهذا السبب كنا - وما زلنا - نناشد أصحاب القرار الكبار لأخذ الاستشارة اقتصادياً وتعليمياً وصحياً ممن هم أهل لتقديم الاستشارة من الأخيار.

الزبدة:

صحيح أن لدينا مشاريع كثيرة، لكن إلى هذه الساعة لم يتم ربطها بالرأسمال البشري، الذي يحقق لنا صناعة التاريخ عبر رؤية سليمة مكتملة الجوانب.

نعم نبني جامعة، لكن لم نضع رؤية لجودة التعليم العالي، والأساس الذي يبنى عليه هو التعليم العام (يعتمد على مرحلتي رياض الأطفال والابتدائي).... فكان حري بنا تحديد الرؤية والعامل الزمني، مثلا «أن نكون في مصاف الدول الثلاث الأولى عربياً، من حيث جودة التعليم، وأن تكون جامعتنا مصنفة من أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، حسب تصنيف QS في عام 2035!».

نعم نبني مستشفيات، لكننا لم نحدد إن كنا نريد لها أن تكون من حيث جودة الرعاية الصحية، مثلاً كأفضل 100 مركز صحي على مستوى العالم.

قس على هذا بقية المشاريع، طرق، إسكان، بنية تحية، بيئة، اقتصاد، حرية رأي... إلخ.

إن المؤشرات العالمية - بما فيها أهداف الأمم المتحددة الـ 17 - قد أوضحت ترتيب الدول على مختلف المجالات... فهل أجدنا قراءة تلك المؤشرات ووضعنا الإستراتيجيات المطلوبة.

نبارك للشقيقة المملكة العربية السعودية، على هذه الجهود المباركة الجبارة، متمنين من المولى عز شأنه أن يهبنا القدرة على تدارك الأمور ورسم إستراتيجيات جديدة، تعيد صياغة الرؤية بشكل أكثر احترافي، حسب ما تضمنته مراحل الإدارة الإستراتيجية... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي