No Script

خواطر صعلوك

تخيلوا...!

تصغير
تكبير

تخيّلوا مدينة تسعى إلى جعل فئاتها متجانسة ومتعايشة ومساهمة وفاعلة في مشروع الدولة الكبير، الذي يُعنى أولاً وأخيراً بفكرة «الاستمرارية السياسية والاستدامة الاقتصادية والنماء الاجتماعي».

مدينة شغوف أفرادها بالتعلم والمبادرة والتواصل والتفاعل، وتنمية مساراتهم المهنية والحرص على المسؤولية في أدوارهم الاجتماعية، مدينة تؤمن مؤسساتها بإعادة تقديم الأشياء والخدمات بتكاليف أقل و جودة أعلى، تمتلك تخصصات وكفاءات مستندة على مرجعية علمية واتقان عملي.

مدينة منتجة ومتعلمة ومحافظة على هويتها التاريخية متمسكة بحاضرها ومتفاعلة معه، وتستشرف مستقبلها وتتهيّأ له، يشعر مواطنوها بأنهم في مساحة آمنة قائمة على الشفافية والتشاركية والاحتواء، وعدم إصدار الأحكام، وتقبل الآخر وإدارة الاختلاف وتبادل الخبرات والمشاركة بين الشباب والحكماء، وتقديم مزيد من الفرص والدعم والخدمات للأطفال.

مدينة قائمة على فلسفة عائلية فيها التطوّع والتشارك والبناء والتعلم والتطور والإيمان بالطاقات والإمكانيات واستثمارها، مدينة تشاركية وتكاملية ومرنة، مستعدة للعمل مع من هو مستعد للعطاء وتذلل له العقبات.

مدينة تعمل نخبتها على قراءة المشهد وتحليله ووضع البدائل والحلول، وتنمية الفضول والبحث عن المعلومة، وتقديم المشورة المبنية على الاطلاع وليس الانطباع.

مدينة قادر سياسيوها على إدارة انفعلاتهم واندفاعاتهم، وقدرة على التعبير ليست مبنية على الفصاحة بقدر ما هي مبنية على النهج العلمي والحقائق والأرقام والخيال والتشاركية مع من يتكلم باسمهم.

تخيّل عزيزي القارئ... فإن خيال الأمس هو واقع اليوم... وواقع غدك، هو خيالك اليوم... وعلينا جميعاً أن نهتم بالمستقبل لأننا سنمضي ما تبقى من أعمارنا فيه... وكل مُتخيل آت... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي