No Script

الشرق الأوسط نحو تصعيد خطير... أميركا وإسرائيل معاً في المعركة المقبلة

مناورات إيرانية في خليج عُمان (رويترز)
مناورات إيرانية في خليج عُمان (رويترز)
تصغير
تكبير

اعتبرت إيران، أن رفع مستوى التوتر في الشرق الأوسط حصل بعد أن نُقلت إسرائيل من القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا (إيكوم)، إلى منطقة العمليات المركزية في الشرق الأوسط «سينتكوم»، وقد دفع هذا التطور المسؤولين فيها إلى خطوات متقدمة في الملف النووي ما استفز أوروبا التي دعت طهران إلى احترام الاتفاق النووي (الذي رفضه دونالد ترامب ولم تلتزم به أوروبا).

إلا أن طهران لم تعطِ آذاناً صاغية لما يقوله قادة أوروبا الذين لم يقدموا شيئاً منذ توقيع الاتفاق عام 2015 وانسحبوا من إيران مع شركائهم خوفاً من عقوبات ترامب.

وذهبت طهران إلى إجراء مناورات صاروخية وجوية وبحرية واتخذت خطوات تصعيدية مقابل التدابير الأميركية - الإسرائيلية الجديدة.

وهذه الخطوات تنذر بشرق أوسط متفجر وأكثر خطورة من أي وقت مضى.

وتقول مصادر القرار في إيران، إن «دمج إسرائيل تحت قيادة العمليات الوسطى تشكل تهديداً مباشراً، لأن ذلك يعني أنها ستعمل ضمن المنطقة التي تقع تحت سيطرة القيادة المركزية، وتالياً فإن مسرح العمليات القتالية والتجسسية سيكون مشتركاً مع الدول التي تقع تحت هذه المظلة ما يعطي إسرائيل قدرة وصلاحية باستخدام مطارات في المنطقة الأميركية العملاتية، لامتلاك إسرائيل أسلحة تكتيكية وإستراتيجية نووية، وتعتبر مع أميركا، أن إيران هي العدو الذي يجب هزيمته».

ويؤكد المصادر أن هناك «إعادة نظر بقدرات إيران لأن حجم الخطر والتهديد أصبح على أبوابها، وتالياً فإن تجهيز نفسها بالقدرة نفسها التي يتمتع بها العدو أصبح ضرورة ملحة رغم المحظورات النووية التي كانت طهران قد التزمت بها».

مما لا شك فيه أن إسرائيل كانت تستفيد من القدرات والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط. فقد ضربت أهدافاً في العراق وسورية مستخدمة التسهيلات اللوجستية الأميركية، إلا أن هذه الاستفادة لم تكن إلزامية بل استخدمتها تل أبيب من خلال النفوذ الذي تمتلكه ضمن الإدارة الأميركية.

إلا أن تحويل إسرائيل إلى قيادة المنطقة المركزية يعني أنه سيحق لها أن تستفيد من كل التسهيلات لأنها أصبحت ضمن الهيكلية التنظيمية وإستراتيجية أميركا الشرق أوسطية.

وهذا الأمر تعتبره إيران تهديداً مباشراً لوجودها وكيانها.

وتعتبر هذه الخطوة خطيرة لأنها تعني أن البنتاغون تستطيع استخدام إسرائيل في العمليات الإقليمية في مناطق الشرق الأوسط، وهذا يشمل لبنان وسورية والأردن والعراق واليمن ودول أخرى... وتبقى فلسطين ضمن عمليات القيادة الأميركية في أوروبا...

ولكن ماذا تحضر طهران في المقابل؟ تقول المصادر إن «إيران شكلت قيادة موحدة بقيادتها تحاكي التهديد المستجد حيث تقسم مسؤولية - محور المقاومة - إلى قطاعات عمل لا مركزية تأخذ بالاعتبار القدرة القتالية العالية لقيادة العمليات الوسطى الأميركية ومعها إسرائيل.

وتالياً فقد تقرر إنشاء غرف عمليات منفصلة كاملة الصلاحية بالرد والهجوم والدفاع في مواجهة الهيكلية الأميركية - الإسرائيلية الجديدة.

بمعنى آخر سيكون للبنان وسورية والعراق واليمن غرف عمليات منفصلة تعمل ضمن بروتوكول موحد يأخذ قراراً جماعياً بالاستمرار بالحرب أو إيقافها إذا ما وقعت.

وسبب هذه الاستقلالية تعويض أي استهداف وتدمير غرفة العمليات الكبرى التي تديرها طهران للحفاظ على استمرار عملها والتنسيق في ما بينها.

وقد تم رصد محاكاة جديدة للعمليات الوسطى، مقابل «محور المقاومة»، بإجراء أميركي - إسرائيلي امتد من المحيط الهندي والبحر الأحمر والخليج وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.

وبينما كانت قاذفات B-52S الأميركية تحلق فوق الشرق الأوسط، كانت مقاتلات «أف - 16» إسرائيلية تقوم بمناورات فوق لبنان وسورية وأصبح الأسطول السادس الموجود في الشرق الأوسط يعمل ضمن غرفة عمليات «سينتكوم» ليبقى تحت الطلب إذا ما دعت الحاجة.

وتالياً، فإنه إذا ما اندلعت حرب على لبنان، فقد تقصف مقاتلات أميركية أهدافاً لـ «حزب الله»، بمشاركة مقاتلات إسرائيلية، لأن غرفة العمليات أصبحت مشتركة.

وهذا سيأخذ الحرب المقبلة إلى مستوى آخر، حتى ولو كانت أميركا تساعد إسرائيل سابقاً بدعم لوجيستي - استخباراتي - عملياتي.

وهذا أيضاً يعني أن الأمن للأميركيين في المنطقة الشرق أوسطية أصبح هو أيضاً على المحك مما يرفع مستوى الخطر إلى مستوى عالٍ جداً.

ولهذا، اتخذت إيران قرارها بأن أي حرب مقبلة لن تكون جبهوية بل ستدور في قلب الجبهة الداخلية التي ستشتعل أكثر من أي حرب سابقة، وتالياً فإن الصواريخ الدقيقة موجهة نحو أهداف نقطية إستراتيجية لن يستطيع التعاون الإسرائيلي - الأميركي منع أضرارها، رغم تفوقه في غزارة النيران والقدرة العسكرية. فلدى إسرائيل 15000 موقع داخل بنك أهدافه، ولدى «محور المقاومة» أكثر من 10000 موقع إسرائيلي. وتالياً، فان الدمار هو سيد المعركة ونتائج الحرب ستكون على الطرفين.

وأخيراً، فإن استعراض قوة إيران الصاروخية في مناوراتها الأخيرة وكذلك مناورتها البحرية وطائراتها المسيرة، هو الرد الأولى والرسالة التي وجهتها القيادة للتحالف الجديد... ولم تعطِ أي أهمية لبقاء حاملة الطائرات «نيميتز» في المنطقة، ولا لقاذفات «بي 52»، لأن حمولتها الصاروخية تشكل جزءاً بسيطاً جداً مما تمتلكه القواعد الأميركية في المنطقة.

وهذه القاذفات لا تستطيع التحليق فوق إيران خوفاً من إسقاطها.

إذاً إنها رسائل ورسائل مضادة وتدابير وأخرى تقابلها مما يزيد الشرق الأوسط توتراً واشتعالاً، وتالياً فإن أداء الإدارة الأميركية الجديدة سيحتاج لمعجزات لخفض مستوى التوتر وإعادة الوضع إلى مستوى الحذر من دون أن يبقى الإصبع على الزناد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي