No Script

التكرير والتسويق... واستنساخ الماضي

خالد المشيلح
خالد المشيلح
تصغير
تكبير

تولت شركة البترول الوطنية الكويتية عند إنشائها تسويق المنتجات البترولية من خلال مصفاتيها آنذاك، الشعيبة والأحمدي، في الأسواق العالمية، عن طريق مكاتب منتشرة في أوروبا وأميركا وشرق آسيا، قبل إنشاء مؤسسة البترول الكويتية.

وبعد إنشاء مؤسسة البترول في عام 1980وإعادة هيكلة القطاع النفطي في الكويت الذي أصبح بالتبعية مملوكاً للمؤسسة، أنيطت بـ«البترول الوطنية» مسؤولية صناعة تكرير النفط وإسالة الغاز وتسويق المنتجات البترولية في السوق المحلية، وفيما بعد توسعت مسؤولياتها لتشمل مصافي التكرير في موانئ الأحمدي وعبدالله والشعيبة، ومصنع إسالة الغاز في ميناء الأحمدي، بينما اضطلع قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول بتسويق المنتجات عالمياً.

وتم تنظيم العمل وتحديد المسؤوليات والواجبات بين «البترول الوطنية» وقطاع التسويق العالمي من خلال صياغة اتفاقيات بما يضمن الحد الأعلى من التنسيق والعمل المشترك، واستمر العمل والتنسيق بينهما إلى يومنا هذا مع بعض المحاولات لزيادة الربط والتكامل.

كما نُظمت دراسات وورش عمل عدة مع أشهر البيوت الاستشارية العالمية لوضع توصيات واقتراح أفضل نموذج لتحقيق التكامل الأمثل بما يضمن تحسين آلية وبيئة العمل بين التسويق والتكرير، من خلال الدمج الكامل أو الجزئي التنسيقي لتوحيد آلية العمل والربط، وذلك بإعادة النظر في الهيكل التنظيمي أو تحديث وتنظيم آلية التنسيق، حيث يندر وجود هذا النموذج المنفصل إقليمياً أو عالمياً.

ولن أذهب بعيداً لضرب أمثلة لشركات التكرير بالخليج أو العالم، والتي تندمج فيها العمليات والإنتاج والتسويق تحت إدارة واحدة، وأكتفي بذكر بعض الشركات المحلية مثل «كافكو» و«صناعة الكيماويات البترولية» و«إيكويت».

كانت هناك محاولات حثيثة من القطاعين وقيادات المؤسسة المتعاقبة على زيادة التعاون والتركيز على العمل التكاملي لتدعيم التكامل بين قطاعي التسويق والتكرير، معززة بأهداف مشتركة وملزمة واجتماعات تنسيقية وتوجيهية وتخطيط مشترك ولجان على أعلى المستويات، فيما يظل تبني نموذج الاندماج الكامل عوضاً على النظام البيروقراطي المنفصل حالياً من أهم عوامل النجاح لتعظيم ربحية مؤسسة البترول، بوجود آلية وقيادة موحدة لأسباب عديدة تشمل:

1) تخفيض التكاليف التشغيلية.

2) توحيد الأولويات والقرارات.

3) رفع مستوى الوعي الاقتصادي والفني للقطاعين بسلسلة الإمداد كاملة والعمل سوياً لتعزيزها.

4) الاستجابة السريعة لمتغيرات السوق العالمي واغتنام الفرص المواتية لتعزيز الربحية.

5) التعامل السريع مع حالات الطوارئ.

6) الإدراك الكامل لتحديات القطاعين والعمل كفريق واحد لتفاديها، من خلال قرب قطاع التكرير إلى الزبائن، وإدراك قطاع التسويق لتحديات التكرير لتعظيم العمل المشترك.

ولعلها فرصة ذهبية لمؤسسة البترول من خلال مشروع إعادة الهيكلة الحالية بالنظر جدياً لاستنساخ الماضي ليكون هو المستقبل بدمج التكرير وتسويق المنتجات البترولية والغاز المسال تحت قيادة واحدة، لتعظيم التكامل وتوحيد الجهود.

* نائب الرئيس التنفيذي السابق لشركة البترول الكويتية العالمية (KPI)

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي