No Script

ربيع الكلمات

الديموقراطية أخرجت ترامب!

تصغير
تكبير

«الديموقراطية هي أفضل ما أنتجه العقل البشري... وأن نتلاكم بالكلمات أفضل من الرصاصات»... المنصف المرزوقي.

الديموقراطية هي التي جاءت برئيس خرج عن القيم الديموقراطية المتعارف عليها، وأعطته الفرصة كاملة لأن يطبق برنامجه الانتخابي، ولما فشل قامت بإزاحته عن المشهد السياسي وتصحيح المسار عبر صناديق الاقتراع وبطريقة حضارية.

وما يحصل اليوم من تعزيزات عسكرية ضخمة عند تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، أكبر دليل على قوة وازدهار الديموقراطية في أميركا، بمعنى ثان أن الجيش أقسم لحماية البلد والدستور والديموقراطية، وليس الرئيس وهذا هو جوهر الديموقراطية.

وبحسب استطلاع مؤسسة PBS، فإن 47 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن الناس سيذكرون ترامب كـواحد من أسوأ رؤساء أميركا عبر التاريخ.

وما يحدث في أميركا أمر غير طبيعي على الإطلاق، وبفوز بايدن بأكبر رقم في تاريخ الولايات المتحدة الانتخابي، استعاد الأميركان دولتهم الديموقراطية الدستورية، من تصرفات غير مسؤولة قام بها الرئيس السابق، حيث إنهم في دولة تقوم على التنوع العرقي لذلك صوتوا لهذا التغيير.

ولعل أكثر امرأة واجهت ترامب طوال فترة حكمه هي رئيسة مجلس النواب، وذكرت نانسي بيلوسي لشبكة «سي إن إن» عن مساع لمنع الرئيس المنتهية ولايته - وقتها - دونالد ترامب، من ارتكاب أي عمل عسكري عدائي، بما في ذلك تنفيذ ضربة نووية محتملة، ومنع الرئيس غير المتزن، من الشروع في الأعمال العدائية العسكرية، أو الوصول إلى رموز الإطلاق والأمر بضربة نووية.

كذلك هناك تحول غير طبيعي على الإطلاق وهو اختيار بايدن نائبته كاميلا هاريس، ابنة المهاجر الجمايكي والمهاجرة من الهند، وهو يمثل انتصار التعددية على العنصرية.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا: «لقد أكدت لنا الانتخابات الأميركية التي فاز بها بايدن، بأن نظرية التنوع والحقوق والاستيعاب وإشراك كل من يقبل بتطوير الدولة والمؤسسات، ويقسم على دستورها، أساسي للتجربة الديموقراطية بل ولتجربة بناء الدولة القوية، بل وأكدت الانتخابات أن تيار التنوّع المضاد للعنصرية ازداد قوة ورفضاً للفاشية، وهو لهذا خاض معركته في هذه الانتخابات بشراسة، في هذه الانتخابات انتصرت الرؤية التعددية العادلة، لكن أنصار العنصرية ممن يفرزون الناس كما فعل موسيليني وهتلر وغيرهما ما زالوا حاضرين في المشهد الأميركي والأوروبي، وهم لهذا، رغم خسارتهم لا يمكن الاستهانة بهم».

ومن المتوقع أن يعدّل الرئيس الأميركي الجديد مجموعة من المراسم الرئاسية، أقرت في عهد ترامب، مثل إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للتغير المناخي من أجل تقليص انبعاثات الكربون، وإلغاء حظر الدخول المثير للجدل المفروض على القادمين إلى الولايات المتحدة من معظم الدول الإسلامية، وفرض ارتداء الكمامة في المباني الحكومية وأثناء السفر، وسيعرض بايدن على البرلمان مشروع قانون الهجرة، وخطة قيمتها 1.9 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد المتضرر من وباء فيروس كورونا.

ولعل أكبر تحد يواجه الرئيس الجديد هو مواجهة فيروس كورونا، الذي زاد من أعداد الوفيات اليومية وسبّب شللاً للاقتصاد العالمي، ولعل الأيام المقبلة تمثل عنق الزجاجة لتحسن الاقتصاد العالمي والذي بدأت بوادره، خصوصاً بعد إيجاد لقاح لـ«كوفيد - 19».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي