No Script

كلمات

صح النوم... «تويتر» !

تصغير
تكبير

فجأة تحرّك ضمير جاك دورسي، مالك «تويتر»، وعلّق حساب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لخرقه قواعد الاستخدام ومن ضمنها التحريض على العنف والفوضى، وكأن دونالد ترامب طوال الأربع سنوات - التي حكم فيها واستخدامه لمنصة «تويتر» - كان مغرداً للسلام والحب وداعماً للإنسانية، وكان مثالياً في استخدام هذه المنصة، ولم تكن تغريدات الرئيس تدعو للعنف أو الفوضى في كل دول العالم، ودعمه الدكتاتوريات وسخرية من الشعوب والأعراق والأديان وبالتحديد للإسلام كدين وشعوب، بل كانت منصة «تويتر» أداة ترامب المحببة التي يتسلى وينفّس فيها عن عنصريته لنشرها في كل صباح قبل أن يستيقظ مواطنوه، ولكن ما الذي تغيّر حتى تم تعليق ترامب نهائياً في «تويتر»؟

الكل استحسن قرار تطبيق «تويتر» بتعليق حساب الرئيس الأميركي في «تويتر»، بحجة أن التغريدات تشجع على العنف والفوضى في أميركا، وأن هذه المنصة استخدمها الرئيس للانتقام من خصمه بايدن، لعله يستطيع في أيامه الأخيرة التأثير على تغيير النتائج النهائية للرئاسة الاميركية.

لم تكن منصة «تويتر» أو غيرها من المنصات، مثالية وتمارس عملها بعدالة وحيادية مع مستخدميها طوال فترة نشاطها في عالم وسائل السوشيال ميديا، فغالباً ما كانت تغلق كل الحسابات التي تدعم الحريات وحقوق الإنسان في الدول الاستبدادية، وتكون صوتاً للمستبد وقمع الشعوب، أو على أقل تقدير لا تتعامل بمهنية واضحة بل بمزاجية مقيتة.

أما بعد أن وصلت الفوضى والتحريض على العنف إلى قلب أميركا وفي عاصمتها السياسية، وكانت قاب قوسين أو أدنى من اللادولة، هنا تحركت المزاجية والازدواجية في معايير «تويتر» ومارس صلاحياته بكل عنف ليغلق حساب الرئيس، بل ويلاحق أي حساب بديل ينشر تغريدات الرئيس من خلالها ويتم إغلاقه.

كشفت الأزمة السياسية للانتخابات الرئاسية الأميركية الوجه القبيح لهذه المنصات، التي لم تكن يوماً من الأيام إلا أدوات يتحكمون بها لتوجيه الرأي العام لما يريدون، والتحكم في «الهاشتاقات»، إما بشطبها كالتي يتفاعل معها المغردون لنصرة قضايا إنسانية، وإما متعلقة بحقوق الإنسان وفضح الدكتاتوريات، في المقابل تحمي وتمنح «الهاشتاقات»، المثيرة للجدل وربما تحكّمت في أرقامها.

لو كان مشهد هذا الاقتحام في أحد البلدان العربية أو الإسلامية، أو حتى جمهوريات الموز لكانت منصة «تويتر» خلية نحل لا تهدأ، حتى يكتمل المشهد، إما بانقلاب مكتمل الأركان، وإما بفوضى لن تتوقف إلا بمشاهد الدماء والقتل.

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي