No Script

«حان الوقت لرد الجميل إلى الكويت التي مدّت أياديها البيضاء للسودان ردحاً من الزمان»

السفير السوداني للكويتيين: «حياكم الله»... لكم الأسبقية في جميع المشاريع الجديدة

تصغير
تكبير

- الشركات الأوروبية والأميركية تهرول وتطرق أبواب الاستثمار في السودان
- الكويت الأكثر استثماراً في السودان بنحو 9 مليارات دولار
- مساهمة الكويت في مشروع سكر كنانة نموذج للاستثمار العربي الناجح
- نسعى لتطوير شراكة اقتصادية تقوم على مبدأ المنفعة الاقتصادية المتبادلة
- القمة الخليجية ناجحة بكل المقاييس وأثرها إيجابي في ترسيخ التضامن العربي
- وزراء الحكومة من التكنوقراط ورثوا تركة مثقلة وعلى وقع تحديات داخلية وخارجية
- إصلاحات جوهرية رفعت اسم السودان من قائمة المراجعة في شأن الحريات الدينية
- انفتاح على الجوار الإقليمي والمحيط العالمي ليتبوأ السودان مكانته الطبيعية في أفريقيا والعالم العربي

كشف السفير السوداني عبدالمنعم الأمين، عن منح بلاده الأسبقية لرجال الأعمال الكويتيين في جميع المشاريع الجديدة فيها، نظراً لمتانة العلاقات بين البلدين، متوجهاً للمستثمرين الكويتيين بالقول: «حياكم الله».

وقال الأمين، في حوار مع «الراي»، إن السودان يتمتع الآن بفرص استثمارية يسيل لها اللعاب، بعد رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وعودة النظام المصرفي السوداني، واندماجه مع النظام المصرفي العالمي، لافتاً إلى أن بلاده تدخل الآن حقبة جديدة في تاريخها، وتمد يدها للكويت، التي مدت أياديها البيضاء للسودان ردحاً من الزمان.

ولفت إلى أن الشركات الأوروبية والأميركية تهرول وتطرق أبواب الاستثمار في السودان، مؤكداً أن أي رجل أعمال، أو شركة كويتية، تطرق باب السفارة ستجد الرعاية اللازمة، لاسيما أن الكويت الأكثر استثماراً في السودان، مشيراً إلى أن مساهمة الكويت في مشروع سكر كنانة نموذج للاستثمار العربي الناجح.

ورأى السفير أن القمة الخليجية الأخيرة كانت ناجحة بكل المقاييس، وسيكون لها أثر إيجابي في ترسيخ التضامن العربي.

وأوضح أن معظم الوزراء في حكومة ما بعد الثورة في بلاده، من التكنوقراط، وقد ورثوا تركة مثقلة ويواجهون تحديات داخلية وخارجية، مشيراً إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول التي تخضع للمراجعة في شأن الحريات الدينية.

وفي ما يلي نص الحوار:

• هل هناك مزايا يمنحها السودان للمستثمر الكويتي؟

- السودان يمنح رجال الأعمال الكويتيين الأهمية اللازمة والأسبقية، في كل المشاريع الجديدة التي تحقق نسب استثمار عالية جداً، سواء في البنية التحتية أو الزراعية أو المعادن والبترول والثروة السمكية والحيوانية، نظراً إلى متانة العلاقات بين البلدين.

فالسودان يتمتع الآن بفرص استثمارية للشركات العالمية والإقليمية بالدول الشقيقة والصديقة يسيل لها اللعاب، الأمر الذي دفع الشركات الأوروبية والأميركية للهرولة وطرق أبواب الاستثمار في السودان، بمجرد رفعه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وبهذه المناسبة، ندعو شركات القطاع الخاص الكويتية للاستفادة من الفرص التي يعرضها مناخ الاستثمار الجديد، بعد رفع وإزالة العقوبات، وعودة النظام المصرفي السوداني واندماجه مع النظام المصرفي العالمي، فالسودان يدخل حقبة جديدة في تاريخه السياسي يعززها الشعور بغد أفضل، وبأمل موسوم بتحقيق التطلعات الشعبية وإنجازها لآفاق رحبة.

ونثق بأن أي رجل أعمال، أو شركة كويتية تطرق باب السفارة، ستجد من الرعاية اللازمة والاهتمام اللائق ما يجعلها تشعر بالأمان والثقة والاطمئنان، والوثوب إلى عالم سوداني جميل، لا يقل أماناً وطمأنينةً وراحةً عن الوضع في الوطن الأم الكويت.

ونؤكد أن السودان يمد يده للكويت التي مدت أياديها البيضاء للسودان ردحاً من الزمان، فقد حان الوقت لرد الجميل عبر تطوير شراكة اقتصادية تقوم على مبدأ المنفعة الاقتصادية المتبادلة وتحقيق رفاه الشعبين السوداني والكويتي عبر برامج تعزز من وحدة الهدف والمصير التاريخي المشترك بين الشعبين.

• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين الكويت والسودان؟

بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الخمس سنوات الماضية نحو 240 مليون دولار، بينما بلغت صادرات السودان خلال الفترة 2014- 2016، نحو 60 مليون دولار، وفقاً لآخر تقرير لغرفة تجارة وصناعة الكويت، وكانت صادرات السودان عبارة عن لحوم ومنتجات زراعية.

وتمثلت صادرات الكويت في المنتجات البترولية والسيارات والآلات والمعدات.

وقد تأثرت صادرات السودان للكويت بسبب جائحة «كورونا»، ولكن رغم ذلك هنالك منتجات زراعية واللحوم السودانية تصل للكويت لأنها تجد إقبالاً متزايداً بسبب جودة أنواع اللحوم السودانية والمنتجات الزراعية التي لا تعتمد بشكل أساسي على الأسمدة، التي بسبب خصوبة الأراضي الزراعية القابلة للإنتاج بدون أسمدة كيماوية.

• ما حجم الاستثمارات الكويتية في السودان؟

تعتبر الكويت من أهم الدول العربية المستثمرة في السودان وربما تكون أكبر مستثمر في السودان، وتشير بعض الإحصائيات التي توافرت لدينا أن حجم الاستثمارات الكويتية ربما تصل إلى نحو 9 مليارات دولار.

وكان لمساهمة الكويت في مشروع سكر كنانة أثره البالغ للفت الأنظار حول أهمية الاستثمار العربي في السودان في المجال الزراعي، حيث مثل مشروع سكر كنانة الذي تعتبر الكويت أكبر المساهمين فيه، نموذجاً للاستثمار العربي الناجح في السودان.

من ناحية ثانية، يوجد العديد من الاستثمارات الكويتية الكبيرة، في مجال العقارات ومجال الاتصالات، ولاسيما استثمارات شركة زين في السودان.

• كم يبلغ عدد الجالية السودانية في الكويت؟

- نحو ثلاثة عشر ألفاً يعملون في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.

القمة الخليجية

• كيف نظرتم إلى القمة الخليجية؟

- رحبت حكومة السودان، عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية، بنتائج القمة الخليجية الأخيرة.

ونعتقد أن القمة كانت ناجحة بكل المقاييس، وشكلت مرحلة جديدة لاستشراف المستقبل والاستجابة لكل التحديات التي تواجهها المنطقة، وسيكون لها أثر إيجابي في ترسيخ التضامن العربي وانعكاسات إيجابية لحل كل الأزمات في المنطقة العربية.

ونعتقد نجاح القمة جاء تتويجاً للجهود الحكيمة والمميزة والمخلصة التي بدأها أمير الكويت الراحل طيب الله ثراه وتابعها صاحب السمو الأمير نواف الأحمد، لإنجاح هذا الاتفاق.

والتهنئة موجهة للدول الخليجية وجميع الدول العربية، بهذا الإنجاز التاريخي المهم.

قائمة الارهاب

• ما الآفاق التي تفتحها إزالة بلادكم عن قائمة الإرهاب؟

- إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، جعلها تعود مجدداً إلى حضن الأسرة الدولية، ما يزكي روح الأمل بإعادة انتعاش الاقتصاد السوداني الذي دخل إلى غرفة العناية المركزة منذ سنين عديدة، كما أنه مثل خطوة جبارة أتاحت للسودان العودة مجدداً إلى التعامل مع مؤسسات بريتون وودز- البنك وصندوق النقد الدوليين - اللذين ظلا يحرمان السودان من التعامل معهما، لأكثر من عقدين من الزمان، مما سيمكن السودان من استقبال التدفقات التجارية وأموال الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتسوية إعفاء الديون.

ثورة ديسمبر

• احتفيتم أخيراً بذكرى ثورة ديسمبر المجيدة واستقلال السودان، ماذا تود قوله في هذه المناسبة؟

- طيلة ثلاثة عقود من الزمن، ظل اسم السودان مرهوناً ومربوطاً بالنزاعات والحروب وانتهاك حقوق الإنسان وقائمة الدول الراعية للإرهاب والمحكمة الجنائية الدولية، حتى فقد السودانيون الأمل في إنقاذ بلادهم ووضعها ضمن نطاق الدول المزدهرة اقتصادياً والمستقرة سياسياً والمحبة للسلام والتنمية والحرية والعدالة.

وكبارقة أمل وإشراقة جديدة في دورة التاريخ السوداني، أطلت ثورة ديسمبر المجيدة في العام 2018 بزخمها السياسي والثوري، فبعثت الأمل من جديد باستشراف السودانيين لمستقبل يطل من نافذة السلام والحرية والعدالة والتنمية المستدامة والاستقرار السياسي واحترام سيادة وحكم القانون والحكم الرشيد وتطبيق معايير وأسس حقوق الإنسان وبناء دولة المساواة وتنمية المجتمع عبر بناء المؤسسات التي تنهض به.

وتشكلت حكومة دولة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في سبتمبر 2019، وكان معظم وزرائها من التكنوقراط الذين حاولوا تجاوز تحديات وطنية واقتصادية وسياسية تنوء بحملها الجبال، وورثوا تركة مثقلة وعلى وقع تحديات داخلية وخارجية تمثلت في حصار البلاد ومقاطعتها من المجتمع الدولي والإقليمي، إذ فُرِضت على السودان عزلة استمرت 30 عاماً، حتى أصبح السودان دولة معزولة، وزاد من وطأة هذا الحصار فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية وسياسية قاسية على البلاد، إضافة إلى توصيفه ووضعه ضمن القائمة السوداء الأسوأ في التاريخ البشري، قائمة الدول الراعية للإرهاب، نتيجة لسياسات متهورة تبناها النظام السابق، تفتقد إلى العقلانية والواقعية السياسية.

الديبلوماسية السودانية

• ماذا عن فاعلية الديبلوماسية السودانية؟

-استطاعت الديبلوماسية السودانية تحقيق قفزة كبرى في علاقاتها بالعالم الخارجي لتحقيق طموحات الشعب، تمثلت في نيل السودان رئاسة المنظمة المعنية برعاية هموم وشؤون دول شرق أفريقيا «إيقاد»، والتي ظلت ترعى اتفاقيات السلام وإفراغ الإقليم من أي نزاعات إقليمية ناشئة بين دوله، أو مع دول أخرى مجاورة.

وعزز هذا الجهد الديبلوماسي المتميز في القارة الأفريقية، إزالة اسم السودان من قائمة الدول التي تخضع للمراجعة في شأن الحريات الدينية، نتيجة الإصلاحات الجوهرية التي قامت بها الدولة في هذا الصدد، الأمر الذي قاد السودان لأن يصبح عضواً في المكتب التنفيذي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقره جنيف، ما يعزز انفتاح السودان على جواره الإقليمي ومحيطه العالمي وتبوئه مكانته الطبيعية في أفريقيا والعالم العربي.

تكريم مستحق لوزير الخارجية

انتهز السفير السوداني الفرصة ليتقدم بخالص التهاني لوزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، بمناسبة تكريمه من قبل صاحب السمو الأمير نواف الأحمد وبمنحه وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الأولى.

وقال «لا شك أنه تكريم ووسام مستحق لمعالي الوزير وللديبلوماسية الكويتية، ويأتي تقديراً لإنجازات الوزير، وإسهاماته في قيادة دفة الديبلوماسية الكويتية، ودورها في تحقيق المصالح العليا للكويت إقليمياً ودولياً».

فرص ذات جدوى عالية

سرد السفير عدداً معتبراً من الفرص الاستثمارية عالية الجدوى الاقتصادية في بلاده يمكن لرجال الأعمال الكويتيين استكشاف إمكانية استغلالها في القطاعات المختلفة كما يلي:

- قطاع تحقيق الأمن الغذائي- مجال النفط والغاز- التبادل التجاري والمناطق الحرة- التعاون المصرفي والمالي، وفتح فروع للبنوك الكويتية في السودان - توظيف الكوادر السودانية وخاصة في قطاع الصحة والهندسة والتعليم العالي - النقل الجوي والبحري والاستثمار في الموانئ البحرية والسياحة والنقل النهري - النقل البحري والجوي.

فرص استثمار فورية

اعتبر السفير أنه لحسن الحظ، أن رجال الأعمال الكويتيين يمكنهم الحصول على فرص فورية في مجالات الإنتاج والتصنيع الزراعي وإنتاج الحبوب الغذائية، الخضار والفاكهة والأعلاف، ومشروعات الإنتاج والتصنيع الحيواني مثل تربية الأبقار والأغنام والدواجن وإنتاج وتصنيع اللحوم ومنتجات الألبان وصناعة الجلود.

ميناء بورتسودان

أشار الأمين إلى أن الفرص تتسع لتشمل الاستثمار في ميناء بورتسودان، وخاصة ميناء الصادر (سواكن)، وتمويل وشراء بواخر تجارية، لنقل وتصدير الماشية الحية لدول الجوار، وخاصة المملكة العربية السعودية، فضلاً عن خدمات المناولة والشحن وإنشاء المسالخ والتخزين والتبريد (جاف ومبرد) والتغليف والتعبئة والخدمات البيطرية.

المصارف والنفط والغاز والتعدين

لفت السفير إلى أن مجالات تعزيز القدرات المالية للمصارف السودانية، بزيادة رؤوس أموالها وافتتاح مصارف وبنوك مشتركة بين السودان والكويت لدعم المشروعات الكبرى في النفط والغاز والتعدين باستخراج الذهب والماس، لن تكون بعيدة من اهتمام حكومة السودان، لطرحها على المستثمرين.

سلة غذاء... ومنجم للذهب

يتمتع السودان بموارد طبيعية غنية وأراض زراعية خصبة، تبلغ مساحتها نحو 200 مليون فدان، وثروة حيوانية تقدر بأكثر من 107 ملايين رأس من الأغنام والأبقار والجمال، بالإضافة إلى الذهب، حيث يحتل المركز الثالث أفريقياً والثالث عشر عالمياً بإجمالي إنتاج يصل إلى 300 طن في العام.

تحويل مبلغ 1.1 مليار دولار

أكد السفير السوداني أن الولايات المتحدة قامت بالفعل بتحويل مبلغ 1.1 مليار دولار لصندوق النقد الدولي، لتسوية متأخرات ديون السودان، الأمر الذي دفع الصندوق في الدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة لتمويل مشاريع اقتصادية مهمة وإقراض الحكومة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي الراهن.

«جنرال إلكتريك»... وعودة «بوينغ»

أوضح الأمين أن الولايات المتحدة سعت لتعزيز علاقاتها الثنائية مع السودان، عبر ترفيع العلاقات الديبلوماسية إلى درجة سفير، الأمر الذي يؤكد الرغبة في بناء شراكة استراتيجية مع السودان، بدأت بشائرها بتوقيع عقود لإنشاء محطات ضخمة للطاقة، شراكة مع «جنرال إلكتريك» (General Electic)، فضلاً عن مسارعة شركة «بوينغ» للطيران بإرسال وفد على مستوى عالٍ، لإعادة تأسيس شركة الخطوط الجوية السودانية، وبناء شبكة طيران لها في أفريقيا والشرق الأوسط.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي