No Script

بالمناسبة أين وصلت رؤية «كويت 2035»؟

عجلة التنمية تدور بالخليج سريعاً... وتتوقف في الكويت!

تصغير
تكبير

- دول تُهاجم «كورونا» بالتوسع استثمارياً والكويت تنكمش في الإنفاق
- «الحرير» حلم دونه تحديات... وإنجاز ميناء مبارك الكبير يتعثر
- دول خليجية مستمرة بتنفيذ رؤاها على أرض الواقع رغم «الفيروس» وتراجع النفط
- مشروعات طموحة أطلقتها السعودية آخرها «ذا لاين» الذكية
- الإمارات شغّلت أول مفاعل نووي عربي سلمي وأطلقت «سيليكون بارك»

يبدو أن الحديث عن مشاريع التنمية بات دارجاً في العديد من دول الخليج، للدرجة التي أصبح معها المشهد مألوفاً مثل الحديث عن مشروع قضاء العطلة السنوية.

وبالطبع، يخالف الحراك الخليجي المتصاعد استثمارياً الحالة الكويتية، التي لا تزال تُعاني من توقف عجلة التنمية، في وقت لا يجد فيه مسؤولون في البلاد حرجاً من التأكيد على أن هناك توجهاً لمزيد من الانكماش في الإنفاق الاستثماري.

ويتذرع هؤلاء بالعجز المسجل في الميزانية العامة، والذي يتوسع منذ 2014، رغم أنه معلوم أن مشاريع التنمية تعد محركاً اقتصادياً للنمو لما تضيفه للناتج المحلي، ولما توجده المشاريع الكبرى من فرص عمل للمواطنين.

ورغم تقارب المعطيات الخليجية لجهة الهزات التي تعرضت لها في إيراداتها النفطية بسبب الانخفاض الحاد الحاصل لأسعار النفط منذ العام الماضي، إلّا أن هناك دولاً مثل السعودية والإمارات وقطر قرّرت التفكير خارج الصندوق بطرح مشاريع عملاقة، آخرها «ذا لاين» الذي أطلقته المملكة بكلفة تتراوح بين 100 إلى 200 مليار دولار.

وفيما تستمر عجلة تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في عدد من دول الخليج بالدوران سريعاً، ويقطع بعضها أشواطاً من الإنجاز، يبرز في الكويت سؤال بالمناسبة، من باب التندر على مشاريعها التنموية التي سبق وأعلنت عنها بمزيد من التفاؤل «شنو صار على مدينة الحرير ورؤية الكويت 2035»؟

من حيث المبدأ، تكفي الإضاءة على أزمة بطء التنمية محلياً بالإشارة إلى أن إجمالي الإنفاق الرأسمالي بلغ خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة المالية الحالية نحو 21.3 في المئة من المقدر بالموازنة فقط، حيث تم صرف 493.53 مليون دينار، مقارنة بـ2.31 مليار مقدرة في الموازنة، أي بفارق 1.818 مليار.

وهنا قد يقول أحد المتذاكين إن «كورونا» وتراجع أسعار النفط تسببا في تعطيل وتأجيل تنفيذ مشاريع محلية تنموية كبرى، لكننا في المقابل نرى أنه رغم ما خلّفته تداعيات الفيروس، وانخفاض سعر البرميل على اقتصادات المنطقة، إلّا أن عدداً من دول الخليج لا تزال ماضية وبقوة في طريقها نحو إنجاز المشاريع الكبرى، خصوصاً المدن الاقتصادية التي تعوّل عليها بلدان المنطقة كثيراً، لضمان مستقبل اقتصادي أكثر استدامة وتنويعاً على مستوى مصادر الإيرادات، الأمر الذي يُثير تساؤلات حول المشاريع التنموية الشبيهة في الكويت، لاسيما تلك المتعلقة برؤية «كويت جديدة 2035».

المشروع الحلم

وبجردة بسيطة لأبرز ذكريات التنمية الجميلة في الكويت، لا يزال «مدينة الحرير» والذي تبلغ كلفته 86 مليار دولار، يشكّل المشروع الحلم، ينقصه الإطار التشريعي، مع انتظار مشروع قانون المدينة العبور من بوابة مجلس الأمة، وإن كان الأمر لا يبدو أنه سيكون سهل الانطلاق قريباً.

ورغم إنجاز أحد أهم الخطوط الواصلة لهذا المشروع من مدينة الكويت في 2019، عبر الانتهاء من مشروع جسر جابر بعد 5 أعوام من العمل وبتكلفة 3.6 مليار دولار، إلّا أنه تم تعليق مشروع ميناء مبارك الكبير الذي تبلغ كلفته 6.5 مليار دولار لمزيد من دراسات الجدوى، رغم أنه يعتبر أحد المكونات الرئيسية للمرحلة الأولى من خطة «مدينة الحرير».

وفي مشروع آخر يتعلّق بالمشكلة التي لا تخلو أسرة كويتية من المتأثرين بها، تسير عمليات إنجاز مدينة المطلاع السكنية بخطى بطيئة، رغم أنه كان من المقرر إنجازها في العام الماضي، علماً بأن المؤسسة العامة للرعاية السكنية أعلنت في وقت سابق الانتهاء من المرحلة الثانية من الطرق الرئيسية وشبكات خدمات البنية التحتية في المشروع.

ووفقاً لذلك، يبقى مشهد المشاريع التنموية الكبرى في البلاد يكتنفه الكثير من الضبابية، في ظل تجدد تأخير عمليات التنفيذ، رغم الخطط الكبيرة الطموحة، في وقت يتطلع فيه المواطنون وبكل شوق لسماع أنباء تحقيق إنجاز تنموي حقيقي.

مشاريع نيوم

في المقابل، أعلنت السعودية مطلع الأسبوع الجاري البدء بتشييد مشروع مدينة «ذا لاين» بتكلفة تتراوح ما بين 100 إلى 200 مليار دولار، وهي المدينة التي تعتبر باكورة المشاريع التطويرية في «نيوم»، إذ لم تمنع «كورونا» المملكة من إطلاق هذا المشروع الضخم، الذي يُقدر بأن يساهم بإضافة نحو 48 مليار دولار إلى الناتج المحلي السعودي بحلول عام 2030، وأن يوفر 380 ألف فرصة عمل، لتجسد «ذا لاين» مدينة ذكية كبرى تحتوي على سلسلة من المجتمعات الإدراكية المترابطة، والمعززة بالذكاء الاصطناعي.

وكانت المملكة أطلقت في 2019 مشروع البحر الأحمر السياحي، الذي يمثل أحد محاور رؤية 2030، والذي سيُقام على عدد من الجزر والمواقع الجبلية والشواطئ. وشمل المشروع 500 عقداً بتكلفة 3.2 مليار دولار، إذ يستهدف تطوير مساحة 28 ألف كيلومتر مربع من الأراضي على الساحل الغربي للسعودية، وفق تصاميم عالمية مبتكرة تتسم بالاستدامة، ويمكن الوصول إليها من أغلب مناطق العالم في رحلة تستغرق 8 ساعات فقط.

وضمن رؤية 2030 أيضاً، تعمل المملكة على تنفيذ مشاريع كبرى، من ضمنها مشروع «القدية» والذي يجسّد مشروعاً ترفيهياً ورياضياً وثقافياً، كما يضم مساكن وعقارات تجارية، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو 10 مليارات دولار مطلع 2023.

الخط الأحمر

من جانبها، تمضي الإمارات قدماً في تشييد مشاريع تنموية كبرى جديدة، منها امتداد الخط الأحمر لمترو دبي بتكلفة 11 مليار درهم عبر تدشين 50 قطاراً، تشمل 7 محطات وتتسع لنقل 125 ألف راكب يومياً. يأتي ذلك إلى جانب إعلانها خلال العام الماضي عن تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطات «براكة» للطاقة النووية في إمارة أبوظبي، إذ يستهدف هذا المشروع تشغيل 4 محطات للطاقة النووية لتوفير ربع حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات.

كما شهدت دبي إطلاق مشروع «سيليكون بارك» الذي يعد أول مدينة ذكية متكاملة في واحة دبي للسيليكون بتكلفة 1.3 مليار درهم، وعلى امتداد 150 ألف متر مربع.

قطر تُنجز 90 في المئة من استضافة مونديال 2022

أنجزت قطر 90 في المئة من مشاريع البنية التحتية المتعلقة باستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، وأعلنت البلاد في وقت سابق، عن جاهزية 3 استادات من أصل 8، في الوقت الذي انتهت فيه الأعمال الرئيسية في استادين آخرين، على أن يتم الانتهاء من البقية قبل انطلاق المونديال بعام.

كما أنهت قطر عدداً من مراحل مشروع «مترو الدوحة» والذي يمثل شبكة قطارات سريعة قيد الإنشاء في العاصمة، ضمن استعداداتها لاستضافة كأس العالم، وتم التخطيط لبناء شبكة المترو التي بلغت تكلفتها 18 مليار دولار على مرحلتين، تتضمن الأولى 3 خطوط من أصل 4 وهي (الأحمر والذهبي والأخضر) و37 محطة، وقد اكتمل تشغيلها في 2020، فيما تشمل المراحل المستقبلية التمهيد لإنشاء خط إضافي وتوسيع الخطوط الحالية.

وخلال الربع الأول من 2020، بدأت أعمال المرحلة الثانية من توسعة مطار حمد الدولي، التي تستهدف زيادة طاقته الاستيعابية لنحو 60 مليون مسافر سنوياً، إضافة إلى إنشاء محطة شحن جديدة تزيد من القدرة الاستيعابية إلى 3.2 مليون طن سنوياً، بحلول 2023.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي