No Script

«الضرب تحت الحزام في الظلام»

إسرائيل تستغل نقاط ضعف إيرانية لمهاجمة أهدافٍ في سورية

إسرائيل تحافظ على مستوى تأهب مرتفع نسبياً تحسباً لأي ضربة إيرانية
إسرائيل تحافظ على مستوى تأهب مرتفع نسبياً تحسباً لأي ضربة إيرانية
تصغير
تكبير

- نصب «القبة الحديد» في إيلات... مشهد غير مألوف نسبياً

كشفت محافل عسكرية إسرائيلية عن مخاوف من الانزلاق الى مواجهة غير محسوبة نتيجة ما أسمته «الضرب تحت الحزام في الظلام»، الأمر الذي قد يتسبب بمواجهة ذات أبعاد خطيرة.

ووفقاً للمحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أمس، فإن تصعيد إسرائيل لهجماتها ضد أهداف إيرانية في سورية، خلال الأسبوعين الأخيرين، «نابع من استغلالها ضعفاً إيرانياً، إلى جانب فترة انتظار دخلتها طهران إلى حين تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن».

وكتب: «استهدفت 3 هجمات إسرائيلية، خلال الأسبوعين الأخيرين، مواقع إيرانية عدة في سورية، بينها مصانع أسلحة، ومخازن أسلحة لحزب الله، ومواقع مشتركة لقوات النظام وحزب الله في الجنوب، وكذلك منظومة الدفاعات الجوية السورية».

وحسب هرئيل، فإنه خلال الأشهر الماضية كانت تشن إسرائيل هجوماً كهذا مرة كل ثلاثة أسابيع بالمعدل. وإلى جانب ذلك، بعثت رسائل إلى النظام السوري، هدفها تقليص استخدام الدفاعات الجوية في الدفاع عن «كنوز إيران وحزب الله العسكرية في الأراضي السورية».

وأضاف هرئيل أن الهجمات الإسرائيلية «تعكس استغلالاً لما يبدو أنه ضعف تكتيكي وبلبلة إستراتيجية في الجانب الإيراني، خصوصاً منذ اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني»، مطلع يناير الماضي.

وتشارك أجهزة استخبارات غربية التقديرات، بأن خلفه الجنرال إسماعيل قآني، «يواجه صعوبة في ملء الفراغ أو أن يقود مجهوداً منظماً في خدمة المصالح الإيراني، مثلما فعل سلفه».

وفي ما يتعلق بانتظار تنصيب بايدن، في 20 يناير الجاري، اعتبر هرئيل أن الإيرانيين ركزوا في هذه الأثناء على «خطوات رمزية»، بينها الإعلان عن تخصيب يورانيوم بمستوى 20 في المئة. وأضاف أنه خلافا للتخوفات التي تعالت في الولايات المتحدة وإسرائيل، «لم يتم تسجيل محاولة لعملية انتقامية إيرانية في الذكرى السنوية لاغتيال سليماني، لكن القناعة في إسرائيل أن الخطر لم ينته».

وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل حافظت في الأسابيع الأخيرة على مستوى تأهب مرتفع نسبياً، وذلك على خلفية تقديرات بأن طهران ستنفذ هجوماً ضد أهداف أميركية وإسرائيلية، انتقاماً لاغتيال سليماني، والعالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في نهاية نوفمبر الماضي، والتي نفذها جهاز «الموساد»، وفق الاتهامات الإيرانية.

وشملت التقديرات الإسرائيلية، شن إيران أو ميليشيات موالية لها هجمات عن بُعد من سورية والعراق واليمن. وأضاف هرئيل أنه ورغم من أن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، أعلن أنه ليس جزءاً من هجمات إيرانية كهذه، إلا أن حال التأهب الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان «بقيت مرتفعة».

وأفاد هرئيل بأن جهاز الأمن استعد لمواجهة سيناريوهات عدة، بينها إطلاق قذائف صاروخية، وصواريخ بالستية طويلة المدى، وصواريخ موجهة وطائرات مسيرة أو محاولة استهداف شخصيات إسرائيلية أو سفارة أو قنصلية.

ولفت إلى أن أيا من كل هذه التقديرات لم يتحقق. وعزا ذلك إلى احتمال وجود مصاعب لدى «فيلق القدس» في العراق وسورية.

ورغم ذلك، تشير الترجيحات في إسرائيل إلى أن «الحساب مازال مفتوحا بنظر الإيرانيين، وهجوم انتقامي سيأتي، في توقيت ترصد فيه طهران فرصة للاستهداف».

وفيما تكررت أخيراً تصريحات مسؤولين إسرائيليين حول احتمال هجوم إيراني من اليمن، أشار هرئيل إلى نصب بطارية «القبة الحديد» في مدينة إيلات «في شكل غير مألوف نسبياً».

وجرى في الأسابيع الأخيرة رصد نشاط غير مألوف لمقاتلات إسرائيلية في سماء جنوب البلاد. ويبدو أن هذا جزء من محاولات تشويش هجوم محتمل لمنظمات موالية لإيران من جهة الجنوب. وقد يتم التعبير عن ذلك بتهديد مباشر للأراضي أو بتهديد النقل البحري الإسرائيلي في البحر الأحمر.

والأسبوع الماضي، أصدر «مركز دراسة الإستراتيجية البحرية» في جامعة حيفا، ورقة تقدير إستراتيجي لعام 2021، أشار فيها رئيس المركز البروفيسور شاؤول حوريف، إلى الأهمية المتزايدة للبحر الأحمر.

وبحسبه، فإن «في هذه المنطقة، وهي إحدى مسارات السفن المركزية في العالم، يدور صراع على السيطرة بين لاعبين كثر. وعلى اثر الأهمية المتزايدة للتجارية الإسرائيلية مع آسيا، التي تمر في هذه المسارات، وكذلك العلاقات الوثيقة بين عدد من اللاعبين المحليين والإقليميين والعالميين - مثل الحوثيين وإيران - يتعين على إسرائيل أن تدرس التطورات في هذه المنطقة بشكل متواصل ومعمق».

في سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي يعلون مساء السبت، انفصاله عن التحالف مع حزب «هناك مستقبل» الذي يتزعمه يائير لبيد.

«أنصار الله» تتوعد إسرائيل باستهداف «الأهداف الحساسة جداً»

توعدت جماعة «أنصار الله»، باستهداف «الأهداف الحساسة جداً» في الدولة العبرية، وذلك رداً على إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يراقب الوضع في اليمن.

وقال عضو المكتب السياسي فضل أبو طالب، لـ«وكالة فارس للأنباء» الإيرانية، إنه «إذا تورط العدو الإسرائيلي في أي حماقة ضد شعبنا، فإن شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدو، ولن نتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحساسة جداً على كيان العدو الإسرائيلي».

وتابع أبو طالب: «تكررت تصريحات مجرمي الحرب الصهاينة والتي تتحدث عن اليمن كتهديد للكيان الصهيوني، لذلك نود التذكير هنا بما قاله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن موقفنا في العداء لإسرائيل ككيانٍ غاصب ومعادٍ لأمتنا الإسلامية، هو موقف مبدئي إنساني أخلاقي، والتزام ديني، نلتقي فيه مع الأحرار والشرفاء من أمتنا الإسلامية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي