No Script

أضواء

تغطية على المشاكل بافتعال الأزمات

تصغير
تكبير

التغطية على المشاكل بافتعال الأزمات الخارجية، هي مهارة اعتاد ممارستها الساسة، إذا أرادوا الخروج من المشاكل التي تواجهها الدولة.

رأينا ذلك عندما احتل نظام البعث العراقي بلدنا الكويت، التي وقفت إلى جانبه في حربه ضد أطماع النظام الإيراني في منطقتنا العربية.

كان الوضع الاقتصادي في العراق بعد الحرب متدهوراً، وكان احتلال الكويت متنفساً لهذه الأزمة التي شغلت بال العراقيين، وحولت أنظارهم إلى مواجهة جديدة مع التحالف الدولي، الذي قرر إخراج الجيش العراقي من الكويت بالقوة.

وفي المقابل فإن النظام الإيراني يمارس اللعبة نفسها في منطقتنا العربية.

فهو يعاني من تحديات اقتصادية كبيرة تمثلها معدلات التضخّم العالية، وتدهور قيمة العملة وتفشي البطالة وارتفاع الأسعار وانعدام أي بصيص للتنمية، بسب صرفه بسخاء كبير على مغامراته العسكرية، من دون أن يعبأ بمعاناة الشعب الإيراني من تلكم الأوضاع، وتململه من حكومة ثيوقراطية تعيش أفكاراً عفى عليها الدهر، لا تتماشى مع تطلعاته في العيش بسلام مع شعوب المنطقة وشعوب العالم.

وكان لابد من إلهاء الشعب الإيراني في مغامرات خارجية تحت غطاء مواجهة الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة)، حسب زعمه، وإخراجه من المنطقة.

لكن تلك المبررات بدأت تتآكل مع الوقت وينكشف زيفها للشعب الإيراني، حيث لا مواجهة مع الشيطان الأكبر في سورية، ولا في العراق المحتل من الشيطان الأكبر، ولا في اليمن بل إشعال حروب في تلك الدول وزعزعة استقرارها وأمنها وتشريد شعوبها وخلق عداوات معها بدوافع طائفية.

ولمواصلة زخم مواجهة الشيطان الأكبر أعاد إعلام النظام الإيراني إلى الأذهان، حادثة اغتيال الجنرال قاسم سليماني على يد الشيطان الأكبر، وسيّرت المظاهرات في العراق وإيران ولبنان، لإحياء ذكرى مقتله، وجعله رمزاً بطولياً مع أنه لم يخض حرباً لينتصر فيها على الشيطان الأكبر.

لكن ذلك لن يخفي حقيقة الأوضاع المأسوية التي تعيشها شعوب إيران وسورية والعراق ولبنان، التي أدركت حقيقة مغامرات النظام الإيراني، بعد انكشاف أوراقه، وقد ظهرت تجليات ذلك بوضوح في انتفاضاتها الرافضة لمغامراته، وتحميله مسؤولية معاناتها، وهي تنتظر اليوم الذي لا ترى فيه بقية للوجود الإيراني على أراضيها، ليتفرّغ بمواجهة الشيطان الأكبر من الأراضي الإيرانية الشاسعة، ومن مياه الخليج العربي، التي يرابط فيها الأسطول الأميركي الخامس، وتعبر قطعه البحرية مضيق هرمز بكل أريحية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي