No Script

سافر إلى ذاتك

هل تعرف نفسك؟

تصغير
تكبير

إن مسألة التعرف على الذات، مسألة جدلية وعميقة عمرها مئات آلاف السنين، فهي صعبة حدّ الحيرة وسهلة عند السؤال فلا تحتاج إجابتها إلا لكلمتين: نعم أو لا، إلا أن بعد «نعم» تبعات كثيرة، وبعد «لا» استفهامات أكثر، ولأن التساؤل والسؤال هما بداية الوعي، أحببت أن أطرح اليوم مقالاً مليئاً بالأسئلة، غزيراً بالمعنى، وعميقاً بالوعي.

هل تعرف نفسك؟ فلنفرض أن الإجابة كانت نعم، جميل أجب عن نعم وتبعاتها تحت!

هل تقبل نفسك؟ إن كنت تقبلها، لماذا تهرب منها وتضيّع وقتك بالساعات في مراقبة حياة الآخرين متجاهلاً إياها؟

هل تحترم نفسك؟ إن كنت كذلك، لماذا لا تستجيب لإنذاراتها مثل إنذار الشبع لتكف عن الطعام حتى لا يزيد وزنك، أو إنذار الجوع لتأكل حتى تشبع حاجتها، والكثير من الإنذارات العاطفية والحاجات الأساسية كالحاجة إلى الدعم، للاحتواء أو للمشاركة؟

هل تقدّر نفسك؟ هل تعرف مقدار ما تملك من كنوز داخلك، مجانية من عقل وصحة تحتاج استثماراً؟

هل استفدت من نقاط قوتك وأنجزت رسالتك في الحياة، وهل ترتاح مع نفسك؟ إذاً لماذا يضيق صدرك من الجلوس فترة مع نفسك؟ لماذا تخاف من مواجهة الذات أو الاعتراف بما تشعر به تجاه نفسك؟

هل تفهم نفسك؟ هل تعرف لماذا لم تتحكم بالغضب؟ أو لماذا خجلت من موقف معين؟ أو لماذا تهاب الناس والتجمعات أو تهرب من المرتفعات أو الأماكن الضيقة أو أي شيء يراودك عنك؟!

هل تعطي نفسك حقها في النوم؟

حقها في الاسترخاء؟

حقها في الحركة؟

حقها في الامتلاء النفسي بالمشاعر؟

حقها في الحياة؟

هل تعرف ماذا تحتاج كل يوم، وهل تشبع نفسك يومياً بحاجاتها؟

متى آخر مرة حاورت نفسك وناقشتها، متى آخر مرة سامحت نفسك على أخطائها، هل اعترفت بالأخطاء؟ هل عدّلتها، هل وجهك غير الباسم عند تصنّعك السعادة، يعرف سبب عدم استجابته لتصنعك، وهل هزّة رجلك أثناء جلوسك سمعتها عند تصنعك الهدوء،

وهل أوقفتك هزّة صوتك التي رفضت التعبير عن عدم التوافق مع الموقف، هل سألت نفسك لماذا جسدك لا يتوافق مع أقوالك؟

من الأصدق أنت أم الجسد؟

أظن أن كل تلك الأسئلة السابقة، تحتاج منك الوقوف والتوقّف، لتجيب عنها، فلن تعرف نفسك ما لم تعرف حاجاتها وطبيعتها، ونمطها وشعورك تجاهها... تحياتي لك.

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي