No Script

ربيع الكلمات

الصلح خير... ولا يوجد منتصر!

تصغير
تكبير

عندما يختلف الإخوان فالكل خاسر، وهذا ما حصل خلال السنوات الماضية بسبب القطيعة، ومن الخطأ الحديث والقول إن هناك منتصراً في الأزمة الخليجية التي طال أمدها لسنوات، لذا فقد آن الأوان لترميم البيت الخليجي من جديد، ونحن - الشعوب الخليجية - يجب العلم أن غالبية مشاكلنا هي في الحقيقة من صنع أيدينا، ويجب أن نكون على قدر من المسؤولية.

فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، والأيام أثبتت أننا يجب أن نكون على قدر المسؤولية، فهناك الكثير من التحديات الداخلية والخارجية التي تحيط بالخليج، خصوصاً في ظل انتشار الوباء ونزول أسعار النفط، والاعتماد شبه التام على النفط، وتغيير الإدارة الأميركية التي ستكون مختلفة عن إدارة عصر ترامب.

ونحمد الله تعالى على لمّ الشمل الخليجي من جديد وبجهود كويتية، ونستذكر جهود الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - الذي كان رجل السلام الذي يجمع ولا يفرق، ولعل دوره في الأزمة الخليجية ومحاولة إصلاح البيت الخليجي وسعيه لجمع شتاته خير مثال وشاهد على ذلك، وقال سموّه - رحمه الله - عن الوساطة التي قام بها لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء سابقاً: «نحن لسنا طرفاً ثالثاً بل نحن طرف واحد مع الشقيقين الطرفين هدفنا الأوحد إصلاح ذات البين، وترميم البيت الخليجي الذي هو بيتنا ونتحرك لحمايته من التصدع والانهيار، أجيال العرب جميعاً، لن تنسى ولن تغفر لمَنْ يُسهم ولو بكلمة واحدة في تصعيد وتأجيج هذا الخلاف، ويكون سبباً في انهيار هذ الصرح الجميل».

وتحقق حلم سمو الأمير الراحل في هذه القمة الخليجية، التي عقدت في المملكة العربية السعودية في «العلا» برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكانت هذه القمة فرصة لنزع فتيل التشاحن وعودة العلاقات الخليجية من جديد.

وأشاد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد - حفظه الله ورعاه - في كلمته بالإنجاز التاريخي وهو التوقيع على «بيان العلا»، مؤكداً أن تسميته بـ«اتفاق التضامن، إنما يجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته، كما أنه يعكس في جانب آخر يقيننا أن حفاظنا عليه يعد استكمالاً واستمراراً لحرصنا على تماسك ووحدة أمتنا العربية».

وجرت القمة في قاعة «المرايا» في العلا وهي تحفة فنية رائعة وأشرف على تنفيذها‏ «مكتب SSH» من الكويت، وهو نفسه الذي أشرف على مبنى مركز الشيخ جابر الثقافي في الكويت، وهو أكبر مبنى عاكس في العالم، من تصميم المعماري الإيطالي فلوريان بوج الذي قال إن«قاعة مرايا تم إنشاؤها عن طريق الاجتزاء ونحت الكتل، كما هو الحال في الهندسة المعمارية للأنباط، ويجعلنا هذا الصرح الفريد نفكّر في المشهد الذي لا يُضاهى من الملحمة الجيولوجية، والتجريد الجذري للطبيعة الساحرة في العلا، والتوغلات الفريدة للإنسان في المناظر الطبيعية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي