No Script

خواطر صعلوك

صاحي... !

تصغير
تكبير

يمكن أن نلخص أهم نقاط الضعف الجوهرية الموجودة اليوم في مؤسسات الدولة المختلفة كتالي:

عدم وجود إستراتيجية واضحة المعالم والأطر التنظيمية، ومؤشرات المتابعة وقياس الأثر. ضعف الكوادر الفنية، والدورات التدريبية، وغياب المساحات التي يتم فيها استغلال كل الإمكانيات المتوافرة.

الزيادة في عدد وتكدس الموظفين، واعتبار وجودهم مشكلة وليست فرصة للعمل.

طول الدورة المستندية، وضعف الربط الآلي والتحول الرقمي في وبين كثير من المؤسسات والقطاعات الداخلية، بالإضافة إلى الواسطة والمحسوبية وضعف استخدام التكنولوجيا، وعدم تطبيق اللوائح المنظِمة أو عدم وجودها أحياناً. انتهى.

سيدي القارئ المُحب لهذه الأرض، تمثل التحديات الإدارية 38 في المئة من إجمالي التحديات التي تواجة تنفيذ خطة التنمية وكويت جديدة 2035م والسماح للمؤسسات بتنفيذ المشاريع والمبادرات الخاصة بها، بالإضافة إلى مشروعات القوانين المعطلة منذ فترات طويلة، وكذلك ضعف مردود الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وعدم تنفيذ بعض الجهات لمشاريعها رغم عدم وجود معوقات واضحة.

تراجعت الكويت في مؤشر رأس المال الاجتماعي لتصل إلى المركز 50 في 2019 مقارنة بالمركز 29 في عام 2018 بترتيب نسبي 30 في المئة. كذلك مؤشر الأمن والسلامة في المركز 68 عام 2019 مقارنة بالمركز 48 في العام السابق بترتيب نسبي 41 في المئة من أصل 167 دولة.

نحتل مرتبة منخفضة بين الدول في مؤشر القدرة على الاحتفاظ بالكفاءات، وهو الأمر الذي يحتاج - حسب تقرير متابعة الخطة السنوية - إلى جهد كبير لإصلاح اختلالات سوق العمل ورفع كفاءة القوى العاملة الكويتية لكي تكون أكثر تنافسية، وإلا فلن نصل إلى التحول المطلوب للعمل من القطاع العام إلى القطاع الخاص.

كذلك التراجع في مؤشر جودة التعليم، وعدم التقدم في مؤشر تنافسية السياحة والسفر، والعودة للخلف في الاستثمار والابتكار.

يبدو أن المشهد السياسي ليس وحده من يعرقل التنمية، ولكن أيضاً هناك مشهد فني يتطلب تعاون كل السادة وكلاء الوزارات حتى لو شكلوا لجنة عليا فنية مشتركة، تحت إشراف ومتابعة رئيس مجلس الوزراء الموقر، وبالتعاون والتنسيق المباشر مع السادة الوزراء الكرام من أجل إيجاد حلول وبدائل، والاستثمار والعمل في نقاط الضعف وتحويلها لنقاط قوة.

إننا كدولة وشعب نسينا سبب وجودنا وقيمتنا المضافة، وأصبحت نغمة «الفساد» غير الملموسة ومحددة المواقع والأشخاص هي النغمة السائدة في السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة والرياضة، نرددها على سبيل المشاركة والمعارضة السياسية فقط، من دون أن ننتبه أن 99 في المئة من قواعد اللعبة هي أمور فنية ينجزها التنسيق الشمولي، والرغبة الصادقة والنوايا الوطنية الحسنة والدعوة الجادة للحوار الوطني على الأصول... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

قصة قصيرة:

وكان الحراس في الأسواق يحملون مصابيح يدوية لعدم وجود الكهرباء آنذاك، وكانوا طوال الليل يقومون بمخاطبة بعضهم البعض بكلمة «صاحي» للتأكد من الانتباه.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي