No Script

رؤية

المسار الصحيح

تصغير
تكبير

الاقتصاد الكويتي أحادي المصدر في المجمل، وقائم على سعر برميل النفط، ويسيطر القطاع العام عليه وتصحيح مساره ضرورة لا شك في ذلك ولا شبهة، فنحن في مواجهة اقتصاد متهالك أضاف إليه اقتصاد (كوڤيد 19) الكثير من نقاط الضعف، ما لم تعالج بجدية فستواجه البلاد مصيراً كمصير فنزويلا، جوهرة تاج أميركا الجنوبية السابقة، وصاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم وثروات زراعية أخرى، ورغم ذلك يلجأ أهلها للأكل من القمامة، ولا يزيد معدل السعرات الحرارية في وجباتهم عن ثلث احتياج الجسد اليومي لأداء وظائفه، وعلينا أن نعلم أن العالم لا يحتاجنا لرفاهه ولتطوّره، حتى يسارع في إنقاذنا وأننا إن لم ننهار اقتصادياً فالخطر الاقليمي يتهدّدنا من كل جانب، ومن داخلنا المضطرب بالولاءات والأطماع الشخصية، وهي أشد خطراً وفتكاً بالدولة.

تستهلك الرواتب والدعوم ما بين 70 إلى 90 في المئة من إجمالي الدخل (النفطي و غير النفطي)، وحتى يختفي عجز الميزانية المستمر منذ 2015 على الأقل إلى تاريخه، نحتاج إلى ارتفاع سعر البرميل إلى 86 دولاراً (نقطة المعادلة)، وهذا السعر غير مرتبط بأدائنا المفقود أساساً، وإنما يحدّده الطلب العالمي، الذي لا دور لنا فيه ضاغطاً أو مؤثراً، ووفقاً لتقارير مؤسسات تقدير الائتمان العالمية مثل ستاندرد اند بورز و موديز، فإن الكويت هي أقل الدول الخليجية استعداداً لمواجهة ما بعد النفط، أو أزماته العالمية، فالإمارات خفّضت الاعتماد عليه إلى 40 في المئة مع مضاعفة دخلها 3 مرات، وتعتمد عليه السعودية في 50 في المئة من إجمالي الدخل، بينما لا تزال الكويت معتمدة على النفط اعتماداً أشبه بالكلي، فقد أهملنا الصناعات النفطية، رغم وجود نواتها وامتنعنا عن تنويع مصادر الدخل باقتصاد المعرفة والتوسّع في المشاريع الصغرى والمتوسطة، بل وحتى المعالجات العاجلة والاستثنائية مثل دراسة تعديل الدعوم والرواتب وفرض الضرائب وفق النصوص الدستورية، والخصخصة باءت كلها بالفشل بتأثير ورؤية نيابية قصيرة النظر.

عام 2021 لن يكون في بداياته بخير من العام 2020، الذي قاده - ولا يزالون - بعض النواب الجدد وقدامى المعارضة المبطلة ضد الرئيس الغانم في خلاف شخصي مفتعل ومعطل، وسيتفكك هذا التجمع غير الهادف. وتنتهي الأزمة ولن يفرط المؤزمون بمقاعد لن ينالوها بعد رفض الأمة لمنهاج تفريقها.

أتقدم من القراء الكرام وأسرة «الراي» الغراء والزملاء الكتاب، بأطيب المنى بمقدم العام الجديد، سائلاً المولى أن يجعله عام خير وبركة على الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي